استشاري نفسي: واحد من كل 8 أطفال تعرض للتحرش وفق دراسات دولية
في الوقت الذي تتصاعد فيه موجات الغضب عقب حوادث التحرش بالأطفال، يؤكد خبراء الصحة النفسية أن ما يظهر على السطح اليوم ليس إلا جزءًا من واقع موجود منذ سنوات، لكنه لم يكن يحظى بالقدر نفسه من تسليط الضوء.
وقال الدكتور محمد محمود حمودة، المدرس والاستشاري بالطب النفسي بمستشفى الأزهر، إن الموضوع قديم وليس أمرًا مستجدًا، لكنه بدأ يحظى بتركيز أكبر في الوقت الحالي، موضحًا أن هذه الظاهرة ليست موجودة في مصر فقط، بل في العالم كله.

وأشار إلى أن الدراسات تؤكد أن واحدًا من كل ثمانية أطفال قد تعرض للتحرش، وذلك وفق دراسة أُجريت في 80 دولة على ألف طفل.
وأضاف أن انتشار هذه الظاهرة موثق في دراسات عديدة، لكن الاهتمام الإعلامي الآن هو ما جعلها تبدو أكثر وضوحًا، فهي ليست ظاهرة جديدة.
الدوافع التي تقف وراء هذه الأفعال
وأكد حمودة أن الدوافع التي تقف وراء هذه الأفعال لدى بعض البالغين تعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
الأول هو وجود هوس جنسي بالأطفال (البيدوفيليا)، وهو اضطراب يُعد نسبته قليلة.
أما السبب الثاني فهو الهوس الجنسي العام، حيث يكون الطفل هو الفريسة الأسهل أمام الجاني.
بينما يتمثل السبب الثالث في الدافع الانتقامي، إذ قد يقدم البعض على إيذاء الأطفال كنوع من الانتقام.
شخصية مضادة للمجتمع
وأوضح أن ارتكاب هذه الأفعال، سواء كان بدافع الهوس الجنسي بالأطفال أو الهوس الجنسي العام أو الانتقام، غالبًا ما يرتبط بشخصية مضادة للمجتمع، لا تمتلك وازعًا أخلاقيًا أو دينيًا يمنعها من ارتكاب مثل هذه الجرائم. وشدّد على أن وجود اضطراب نفسي لا يعفي الجاني من المسؤولية القانونية، فليست كل الاضطرابات النفسية تُسقط التكليف القانوني.
وبيّن أن اختيار الجناة للأطفال يعود إلى سهولة استهدافهم، سواء بسبب البيدوفيليا أو الهوس الجنسي العام، إذ يعتبر الطفل فريسة سهلة مقارنة بالبالغين.
وأضاف أن حوادث التحرش ليست مقصورة على المدارس، رغم تسليط الضوء مؤخرًا على واقعة مدرسية، فالأغلب يحدث خارج المدارس، وفي نطاق العائلة والأقارب الذين يشكلون النسبة الأكبر من المعتدين. أما الحالات التي تقع داخل المدارس فهي نادرة، وعادة ما يكون السبب أن الطفل هو الشخص المتاح أمام المعتدي في تلك اللحظة.
