أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة تثقيفية بعنوان " آداب الحوار والتعايش مع الآخر"
استضافت مدرسة البستان للتعليم الأساسي بمدينة الخارجة ندوة تثقيفية مهمة بعنوان: "آداب الحوار والتعايش مع الآخر", وجاءت هذه الندوة تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وفي ضوء الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة لفضيلة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، الذي يولي اهتماماً خاصاً لتكثيف البرامج التوعوية في المؤسسات التعليمية.
ألقى الندوة الشيخ حمدي فتحي كامل، الإمام بإدارة أوقاف الخارجة، الذي استهل حديثه بالتأكيد على أن الإسلام هو دين الوسطية والرحمة، وأن الحوار البناء هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع متماسك ومتحضر.
اختيار الألفاظ الحسنة والابتعاد عن السخرية
أوضح الشيخ أن أساس أدب الحوار هو اختيار الألفاظ الحسنة والابتعاد عن السخرية والجدال العقيم، مستشهداً بآيات وأحاديث تدعو إلى القول الحسن.
ركز الشيخ على مفهوم التعايش مع المخالف في الرأي أو العقيدة أو الثقافة، مشيراً إلى أن الاختلاف سنة كونية، وأن واجبنا هو التعامل بإنسانية ورحمة مع الجميع، دون فرض رأي أو إقصاء للغير، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أكد الشيخ على أن الحوار ليس مجرد كلام؛ بل هو فن الاستماع للطرف الآخر بتجرد وإنصاف، وفهم وجهة نظره قبل الرد عليها، مما يعزز التفاهم المشترك.
تناول الشيخ نموذج التعايش الراقي في المجتمع المصري بين أبنائه، والتأكيد على الوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة، مشيراً إلى أننا جميعاً شركاء في بناء الوطن.
شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً وإقبالاً ملحوظاً من التلاميذ والطلاب والمعلمين، مما أثرى النقاش بعمق، فمن جانب الطلاب، تكرر السؤال عن متى يكون الحوار بلا فائدة ويجب أن نتوقف عنه؟، حيث أوضح الشيخ أن التوقف يصبح ضرورياً عندما يتحول الحوار إلى شجار أو سخرية، أو عندما يتبين أن الطرف الآخر لا يسعى للحق بل للمغالبة والانتصار للنفس، كما تساءل آخرون عن كيفية التعايش مع الزميل الذي لديه عادات مختلفة؟، فأكد الشيخ على ضرورة الاحترام المتبادل، والتركيز على النقاط المشتركة، والابتعاد عن السخرية، مع الالتزام بالآداب والقيم الخاصة.
أما من جانب المعلمين، فقد تركزت الاستفسارات حول كيفية غرس آداب الحوار في الطلاب في المرحلة الابتدائية تحديداً؟، فشدد الشيخ على أن ذلك يتم عبر القدوة الحسنة للمعلم، وتخصيص أنشطة صفية لمناقشات منظمة، وتشجيع الطلاب على التعبير عن رأيهم بهدوء واحترام،أجاب الشيخ على جميع التساؤلات بعمق ووضوح، مستخدماً لغة مبسطة تناسب المستويات العمرية المختلفة.
طالب الحاضرون بضرورة تكثيف هذه الفعاليات والمبادرات التوعوية في جميع المدارس والمؤسسات التعليمية؛ نظراً لأهميتها في بناء شخصية الطالب وإثراء وعيه الديني والثقافي، وترسيخ قيم المواطنة والتعايش السلمي.
و وجه الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، إلى الاستمرار الفوري في تنفيذ هذه الفعاليات وتوسيع نطاقها لتشمل كافة مدارس ومؤسسات المحافظة، مؤكداً على أن المديرية لن تدخر جهداً في نشر الفكر الوسطي المستنير لوزارة الأوقاف، والمساهمة الفعالة في بناء جيل واعٍ ومدرك لقضايا مجتمعه ووطنه.

