مصر والاتحاد الأوروبي يعززان استعداداتهما لنشر قوة شرطة فلسطينية في غزة
تعمل مصر والاتحاد الأوروبي على رفع مستوى تجهيز وتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة، وذلك في إطار الخطة الأمريكية المكونة من 20 بندًا لإدارة القطاع بعد الحرب، بحسب ما أكده دبلوماسيون ومسؤولون أوروبيون مطلعون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأوضح المسئولون الأوروبيون أن تشكيل القوة الجديدة ما يزال في مراحله الأولية، حيث إن الدعم الذي اكتسبته خطة ترامب بعد إقرارها في مجلس الأمن وبدء الاستعداد للمرحلة الثانية منها، يدفع القاهرة وبروكسل إلى التركيز بشكل أكبر على تدريب الضباط الفلسطينيين قبل نشرهم الفعلي.

خطة ترامب حول غزة
ينص قرار مجلس الأمن على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة تتولى تأمين الحدود، والإشراف على نزع سلاح حركة حماس، وحماية المدنيين الفلسطينيين والعمليات الإنسانية، بالإضافة إلى دعم قوة الشرطة الفلسطينية المهيأة والمعتمدة حديثًا والعمل بالتنسيق معها.
قبل اندلاع الحرب، كان القطاع يخضع لسيطرة قوة شرطية تابعة لحماس قوامها بين 5,000 و10,000 عنصر، ومن المنتظر أن تتخلى الحركة عن سلطتها بموجب الخطة المقترحة.
ويهدف المجتمع الدولي إلى تأسيس قوة شرطية فلسطينية جديدة تتولى إدارة الأمن المدني اليومي لسكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.
وأكدت القاهرة وبروكسل أن تشكيل قوة الشرطة الجديدة يمنحهما نفوذًا في صياغة مستقبل غزة بعد الحرب وربما في موازين القوى السياسية داخل القطاع.
وتعمل مصر والاتحاد الأوروبي على توسيع برامج التدريب القائمة مسبقًا، والتي تشمل عناصر من غزة، ومنهم ضباط سابقون ما زالوا يتلقون رواتبهم من السلطة الفلسطينية.

وأكد المسئولون أن القوة الجديدة ستكون خالية من كوادر حماس، رغم تقارير أشارت إلى احتمال إشراك أعضاء من الحركة في ترتيبات أمنية جديدة، وهو ما نفته المصادر الدبلوماسية.
فيما أشار الدبلوماسي العربي إلى أن الأولوية ستكون لاختيار عناصر من قطاع غزة لخبرتهم ومعرفتهم بالمجتمع المحلي وطبيعة المناطق، مؤكدًا ذلك عنصرًا حاسمًا لنجاح أي قوة شرطية.
تدريب مكثّف قائم بالفعل
تدريب قوة الشرطة الفلسطينية في مصر
بدأت مصر بالفعل تنفيذ برامج تدريبية للمجندين الفلسطينيين، حيث إن في أغسطس الماضي، أعلن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي عقب اجتماعاته مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن مصر والأردن يكثفان تدريب عناصر الأمن الفلسطينيين استعدادًا لإدارة القطاع بعد الحرب، مؤكدًا الانتهاء من إعداد قوائم المتدربين في البلدين.
وكشف رئيس وزراء دولة فلسطين في تصريحات لرويترز بعد اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر، عن ترشيح السلطة الفلسطينية نحو 5,500 عنصر للتدريب في مصر ضمن قوة الشرطة الجديدة، مع هدف نهائي يصل إلى تدريب 10,000 ضابط. وبحسب الدبلوماسي العربي، بدأت مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة لتدريب عناصر الأمن الفلسطيني في مصر منذ مارس 2024.
ورغم امتلاك الأردن برنامجًا قائمًا لتدريب الأمن الفلسطيني بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ومكتب منسق الأمن الأمريكي، فإن طاقته لم تكن كافية لتدريب أكثر من 3,000 ضابط لقطاع غزة، لذا تم الترحيب بالمقترح المصري لتدريب أعداد إضافية، حيث زار وفد من مكتب المنسق الأمني الأمريكي مصر عدة مرات خلال العام الماضي لتنسيق الجهود.
وأكدت تقارير إعلامية أن نحو 500 ضابط فلسطيني خضعوا لدورة تدريبية أولى في القاهرة في مارس، تلتها دورات إضافية منذ سبتمبر تستمر شهرين لكل دفعة.
ومن المقرر أن يصل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام كريستوف بيجو، إلى القاهرة قريبًا لمناقشة مشاركة الاتحاد الأوروبي في تدريب الشرطة، ويعمل الاتحاد الأوروبي منذ وقف إطلاق النار وصدور قرار مجلس الأمن على توسيع حضوره في هذه العملية.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد يدرس إمكانية أن تتولى بعثة دعم الشرطة الأوروبية دورًا قياديًا في تدريب الشرطة الفلسطينية، ورحبت بتعهد فرنسا إرسال 100 مدرب.
ويسعى الاتحاد إلى تدريب نحو 3,000 ضابط فلسطيني لنشرهم في غزة، ضمن برنامج مشابه لبعثة الشرطة الأوروبية العاملة حاليًا في الضفة الغربية.
تمويل تدريب قوة الشرطة الفلسطينية
ومن المقرر تمويل التدريب من ميزانية السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي، بينما تغطي السلطة الفلسطينية المدعومة ماليًا من أوروبا رواتب المتدربين.
ويطمح الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تفعيل بعثتيه المدنيتين في المنطقة: بعثة الشرطة الأوروبية وبعثة الحدود الأوروبية في رفح، من خلال توسيع صلاحياتهما ضمن إطار تنفيذ خطة ترامب، رغم غياب تفاصيل واضحة بشأن آليات ذلك.
من سيخدم في القوة.
وأوضح الدبلوماسي العربي أن غالبية المتدربين لدى مصر من أبناء غزة، مع نسبة صغيرة من الضفة الغربية ممن لديهم روابط عائلية بالقطاع.
وتشير تقارير إلى أن اتفاقًا بين حركتي فتح وحماس توسطت فيه مصر أواخر العام الماضي يقضي بتدريب 5,000 ضابط بعد الحرب في القاهرة، فضلًا عن 5,000 آخرين من قوة شرطة حماس الحالية، وهو ما يتوقع أن ترفضه إسرائيل.
لكن دبلوماسيين عرب وأوروبيين نفوا علمهم بأي ترتيبات من هذا النوع، مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي لن يدرب إلا من تم التحقق من عدم انتمائهم لحماس.
وقد استهدفت إسرائيل خلال الحرب عناصر شرطة حماس معتبرة إياهم جزءًا من بنيتها العسكرية.
وبحسب تقرير مصري حديث، يجري إعداد 9,000 ضابط للقوة الجديدة منهم 3,000 تم تدريبهم في مصر، و3,000 في الأردن، و3,000 سيتم تدريبهم عبر الاتحاد الأوروبي.


