عاجل

في الذكرى لأولى للتأسيس الثاني للحزب.. «الوعي»: «عامٌ يتقدّم… ووعدٌ لا يتراجع»

حزب الوعي
حزب الوعي

في الثاني من ديسمبر، يستذكر "حزب الوعي" لحظته المؤسسة الثانية بإعلان التأسيس الثاني للحزب في العام 2024، بقيادة ومنهجية جديدة، وأركان تامة مكتملة، بعد أن كان التأسيس الأول في العام 2011، عبر تجديد لبناءٍ حزبي، وإعادة اصطفاف لإرادة وطنية آمنت بأن "الوعي" ليس شعارًا، بل حياة ويقين، ومسارًا شاقًا، وقرارًا يتطلب ثباتًا لا يتزعزع.
 

اليوم، وبعد عام كامل من العمل الذي لم يكتفِ بالصمود، بل صنع لنفسه مكانًا على خرائط الحركة السياسية المصرية، يتقدم الحزب ببيانه إلى جماهيره، وإلى الوطن الذي ننتمي إليه عقلًا وقلبًا، وإليه نتوجه بالالتزام والولاء والعمل

"عامٌ يتقدّم… ووعدٌ لا يتراجع"

لقد مر عام حمل بين طياته من الاختبارات والتحديات، لكنه لم يستطع أن ينال من عزم الوعي، عامٌ واجهنا فيه تبدل الأحوال، وضبابية اللحظات، وتقلب المشاهد، ولم نتراجع، عامٌ صنعته خطوات على الأرض، في المدن كما في القرى، تحت شمس القوافل التوعوية، وعلى منصات المؤتمرات الشعبية، وفي قاعات الندوات التي استقبلت قامات وطنية كبيرة جاءت لتسمع وتناقش وتضيف، طرقنا أبوابًا كثيرة، بعضها كان مفتوحًا وبعضها أغلقته سنوات من الإحباط العام، لكننا واصلنا الطرق، لأن "حزب الوعي" جاء ليفتح مسارات العمل الوطني المشترك، لا ليقف أمام جدران الجمود والثبات.
خلال هذا العام، لم يكن الحزب مجرد كيان تنظيمي، بل صار ساحة تتقاطع وتتقابل فيها الأفكار والأجيال، ومنصة تبادلت فيها الكوادر والقيادات الرأي والمسؤولية، وممرًا لعبور شخصيات وطنية محترمة دخلت إلى صفوف الحزب لتضيف وتعمل، شاركت هذه الشخصيات في بناء تشكيلات مركزية ومحافظاتية، وشهد الحزب لجان متخصصة تعمل بمنهج علمي ورؤية وطنية في كل المجالات، تقدم أوراق عمل معمقة، وتحليلات مؤثرة ولا تكرر السائد، وتطرح مقترحات عملية لا تكتفي بالتشخيص والنقد، بل تقدم حلولًا وأفكارًا إيجابية قابلة للتطبيق.
ولم يكن العمل السياسي للحزب بعيدًا عن الاستحقاقات الوطنية، فقد شارك الحزب بمرشحيه في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، بمحاولة جادة لتقديم صوت مختلف، ولإثبات أن المعارضة الإصلاحية الوطنية الرشيدة ليست ترفًا ولا ظاهرة موسمية، بل واجبًا وطنيًا يُكمل مسار الدولة ولا يعطله، وقد خاض مرشحونا التجربة بما يليق بهم وبالحزب، فحصدوا احترامًا قبل الأصوات، ورسخوا حضور الحزب في ساحات انتخابية واسعة، بينما لم يكن الحزب يومًا جزءًا من أي تحالف او مسار أو عمل ضد إرادة الجماهير، في عملية انتخابية صعبة ثبتت لاحقًا للجميع ظروفها القاسية، ومدى رغبة الدولة في ترسيخ الديمقراطية، وتطلع الشعب إلى من يعبر عنه ويضع آماله وتطلعاته الوطنية في المقدمة.
ومع تزايد التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خلال العام المنصرم، خرج "حزب الوعي" ببيانات واضحة، لم تُكتب بحياد سطحي أو نمطية مكررة أو عبارات بدائية، بل بصدق مسؤول يوازن بين الثبات على المبدأ والحرص على الدولة، اعتمد الحزب في بياناته على معلومات دقيقة وتحليل محكم وخبرات أعضائه، واضعًا مصلحة مصر فوق كل اعتبار حزبي أو ظرفي، ومقدمًا بدائل وحلولًا عملية، وما صدر عن الحزب من تحليلات وقراءات للشأن المحلي والإقليمي لم يكن انعكاسًا لرغبة في الحضور الإعلامي، بل ترجمة لفلسفة الحزب الأساسية: "أن الوعي حق، وأن المعرفة واجب، وأن السياسة لا تكون نافعة إلا إذا تأسست على فهم عميق للواقع وللمصلحة الوطنية ومصالح الشعب والأمن القومي المصري الواسع والممتد".
تجربة الحزب خلال هذا العام لم تكن وليدة الفراغ، بل امتدادًا طبيعيًا لمسار بدأ مع تأسيس كتلة الحوار التي خرجت من رحم الحوار الوطني في العام 2023، قبل أن يولد منها التأسيس الثاني للحزب في ديسمبر 2024، بينما كانت تلك اللحظة  عهدًا جديدًا: عهداً ووعداً بأن "حزب الوعي" لن يكون حزبًا عابرًا، بل فاعلًا مؤثرًا، يحمل راية المعارضة الإصلاحية الوطنية المسؤولة، لا المعارضة النمطية،  بل المعارضة التي تتقدم إلى الأمام، لا تلك التي تقف عند حدود الإنكار؛ المعارضة التي تدرك مسؤوليتها تجاه الدولة والمجتمع، وتعلم أن النقد الحقيقي لا يكتمل إلا إذا كان مصحوبًا برؤية واقعية، وحلول قابلة للتنفيذ، وبدائل ذات رؤية واضحة. 
اليوم، وبعد عام سبقته سنوات من الخبرات والإعداد والاستعداد، يقف الحزب على أرض أكثر صلابة، وينظر إلى عامه الثاني بثبات أكبر وعزيمة أرسخ، واستعداد لمرحلة توسعية في الأفكار والكوادر والأنشطة، يتعهد الحزب بأن العام المقبل يحمل تطويرًا وتجذيرًا وتعميقًا، ستُستكمل هياكل الحزب، وستُدعم لجانه المتخصصة، وستُضم كفاءات وطنية جديدة تعزز قدرة الحزب على التأثير في الحياة السياسية، وسيتقدم الحزب بخطى حاسمة في محافظات جديدة، وإلى حضور سياسي وإعلامي يتسع ويتعمق.
كما يتعهد "حزب الوعي" أيضاً بأن يظل حزبًا معارضًا إصلاحيًا يطرح رؤيته دون تردد، ويقف إلى جانب الدولة حين يتطلب الموقف وحدة الصف، ويواجه الأخطاء حين تستوجب المواجهة شجاعة ومسؤولية، وأن يبقى صوتًا مخلصًا للوطن، وأن يواصل إنتاج أوراق السياسات التي توضح رؤيته في الاقتصاد والتنمية والعدالة الاجتماعية والشباب والحكم المحلي والإصلاح السياسي، وأن يكون جزءًا أصيلًا من حركة الوعي الوطني، تلك الحركة التي نراها في كل يد تعمل، وفي كل عقل يفكر، وفي كل مصري يرى أن الوطن أكبر من الأفراد وأبقى من اللحظات العابرة.
وفي الذكرى الأولى للتأسيس الثاني، نتوجه إلى كل من حمل معنا هذا المشروع، وإلى كل من آمن بأن الوعي ليس فكرة تُقال بل فعل يُصنع، وإلى كل عضو وطني شارك وقدم رأيًا أو وقتًا أو جهدًا، وإلى الوطن نقول: "إن حزب الوعي سيواصل مسيره بثبات، لأن مشروعه أكبر من التحديات، ولأن الإيمان بأن مصر تستحق أفضل هو بوصلتنا التي لا تنحرف عن المسار الوطني".
"عامٌ مضى أثبت أن الوعي ليس موجة عابرة، بل نهرًا يجري، وعامٌ قادم نعد فيه أن يكون النهر أكثر عمقًا، وأكثر أثرًا، وأكثر اتساعًا على خرائط الوطن المتسع لنا وللجميع من الأحزاب الوطنية والكيانات المؤثرة ورواد العمل الوطني السياسي والتطوعي والأهلي، فكلنا جنود الوطن في معركة البناء والتقدم".

تم نسخ الرابط