تفليج الأسنان وإزالة الحاجب كاملاً.. متى يكون التزين للمرأة محظورًا؟
أجابت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول ضوابط الزينة بالنسبة للفتيات والسيدات كبيرات السن، مؤكدة أن الشرع الإسلامي وضع ضوابط دقيقة للتزين، توازن بين الفطرة والاعتدال وتحافظ على كرامة المرأة.
متى يكون التزين للمرأة مباحًا ومتى يدخل في المحظور؟
وأوضحت أمينة الفتوى، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم ببرنامج "حواء" المذاع على قناة الناس، أن الزينة المباحة تختلف بحسب العمر والظروف، فالفتيات قد يكون التزين لأسباب علاجية أو ضرورية. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الفتاة تعاني من تساقط الشعر أو بقع أو تصبغات نتيجة الشمس أو مياه البحر أو عوامل صحية أخرى، فيجوز لها استخدام الزينة كجزء من العلاج، وهذا ليس مجرد مباح بل قد يصل إلى درجة الوجوب الشرعي، لأن الشرع يأمر بالعلاج والتداوي، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تداووا، فإن الله لم يخلق داء إلا خلق له دواء».
وأشارت إلى أن المرحلة الأخرى هي الزينة للفرح النفسي والاعتدال، حيث يمكن للمرأة أن تتزين لتشعر بالراحة النفسية والبهجة دون قصد الفتنة أو الغش أو خداع الآخرين، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية والاعتدال في المظهر وعدم الإفراط أو التفريط، فهذا جائز في حقها.
وأضافت هند حمام أن هناك حالات تتحول فيها الزينة إلى محظور، إذا كان التزين من باب الاعتراض على خلق الله أو الرغبة في التغيير المبالغ فيه أو التقليد الأعمى، أو إذا أدى إلى ضرر نفسي أو جسدي، وهنا تكون المرأة داخلة في المحظور الشرعي. وأكدت أن الشرع حرم أي فعل يسبب ضررًا، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
وأكدت على أن الإسلام يبيح للمرأة التزين بما يحقق الاعتدال والراحة النفسية والعلاجية، ويمنع ما يؤدي إلى الإفراط أو الضرر أو الفتنة، مع مراعاة الفرق بين الزينة الظاهرة والمستترة والنية وراء التزين، حفاظًا على كرامة المرأة وحقوق الآخرين.
متى تدخل البنت أو السيدة في محظور الزينة؟
كما أجابت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول متى تصبح المرأة واقعة في محظور التزين غير المباح، موضحة أن الأمر لا يتعلق بالمظهر فقط، بل بمدى التزامها بضوابط الشرع ونية الفعل.
وأوضحت أمينة الفتوى، أن المرأة تدخل في المحظور إذا ارتكبت شيئًا ورد النص بتحريمه، مثل الوشم، أو إزالة الحاجب بالكامل، أو تفليج الأسنان لغير غرض مشروع.
وأكدت أن الضابط الشرعي هو ما ورد في القرآن الكريم من تغيير خلق الله، أي إذا أحدثت الزينة ضررًا أو تغييرًا دائمًا في خلقها الذي خلقه الله عليها، فهذا يُعد محظورًا.
وأضافت أن أحيانًا تكون الزينة مباحة في الأصل، لكنها تتحول إلى محظور إذا تم الإفراط فيها، لتصل إلى مرحلة إثارة الفتن وجذب الانتباه والخروج عن المعتاد، موضحة أن في هذه الحالة، تكون المرأة قد أساءت استغلال ما هو مباح، ويترتب على ذلك الذنب والأثم.
كما أشارت هند حمام إلى أن النية تلعب دورًا مهمًا؛ فالزينة المباحة قد تتحول إلى إثم إذا كانت بهدف جذب أنظار الشباب أو إثارة الفتنة، وبالتالي تتحمل المرأة وزر نيتها السيئة رغم أن الفعل نفسه مباح في الأصل.
وأكدت أمينة الفتوى، على أن الإسلام وضع ضوابط واضحة للزينة، توازن بين الفطرة والاعتدال، وتحفظ كرامة المرأة وصورتها أمام الجميع، مع مراعاة حقوق الزوج والمحارم.



