خطر الملاريا على الحامل وجنينها .. ما الذي يجب معرفته؟
مرض الملاريا من الأمراض التي تثير القلق حول العالم، إلا أن خطورته تتضاعف عندما تصاب به المرأة الحامل، وشكل تهديدا مباشرا لصحتها وصحة جنينها
خلال فترة الحمل تضعف مناعة الجسم الطبيعية ما يجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بالملاريا ومضاعفاتها الخطيرة إذا لم يتم علاجها بسرعة
لهذا، من المهم أن تتعرف المرأة الحامل على كيفية تأثير الملاريا أثناء الحمل، وأبرز أعراضها ومخاطرها وطرق الوقاية والعلاج لضمان حمل آمن وصحةٍ مستقرة لها ولجنينها.
كيف تؤثر الملاريا في الحامل ومخاطرها الصحية
تشير الدكتورة فاني مادهوري، أخصائية التوليد وأمراض النساء في مستشفيات بنغالور لدورية Onlymyhealth، إلى أن الملاريا أثناء الحمل تنتج في الغالب عن نوعين من الطفيليات: المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة، وهما الأكثر شيوعا وخطورة على النساء الحوامل.
وتشرح الطبيبة أن خطورة المرض تعود إلى عدة عوامل أبرزها:
ضعف المناعة وسرعة تكاثر الطفيليات: خلال الحمل تنخفض مناعة المرأة؛ ما يتيح لطفيليات الملاريا التكاثر بسرعة داخل الجسم، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وارتفاع شدة العدوى.
تراكم الطفيليات في المشيمة: من أخطر المضاعفات أن تتجمع الطفيليات داخل المشيمة، مسببة التهابا يعيق انتقال الأكسجين والعناصر الغذائية من الأم إلى الجنين؛ ما قد يؤثر في نموه وصحته.
الخطر على الأم والجنين معًا: نتيجة لهذه التفاعلات، تواجه الحامل خطر الإصابة بمضاعفات مثل فقر الدم، الولادة المبكرة، انخفاض وزن المولود، أو حتى الإجهاض في الحالات الشديدة.
الإجهاض المتكرر.. الأسباب الحقيقية وراء فقدان الحمل
أبرز أعراض الملاريا لدى النساء الحوامل
تشير الدراسات الطبية إلى أن الملاريا أثناء الحمل تظهر بعدة أعراض شائعة، منها:
الحمى والقشعريرة
التعرق الشديد
الصداع المستمر
الغثيان والتقيؤ
الشعور بالإرهاق العام
هذه الأعراض قد تبدو مألوفة، لكن مضاعفاتها عند الحوامل أشد خطورة وقد تؤدي إلى فقر دم حاد، انخفاض السكر في الدم، مشكلات في التنفس، الإجهاض أو وفاة الأم إن لم تُعالج فورًا.
طرق علاج الملاريا أثناء الحمل
يختلف علاج الملاريا لدى النساء الحوامل حسب مرحلة الحمل وشدة الحالة، ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما العاملان الأهم لإنقاذ حياة الأم والجنين.
الثلث الأول من الحمل: يستخدام دواء الكوينين مع الكليندامايسين، حيث يُعتبر آمنًا نسبيًا في هذه المرحلة الحساسة.
الثلثان الثاني والثالث: عادة يعتمد على العلاجات القائمة على الأرتيسونات وهي أكثر فعالية في السيطرة على الطفيليات
الحالات الشديدة: تتطلب رعاية طبية مكثفة داخل المستشفى مع علاج وريدي لضمان سرعة التعافي وتقليل المخاطر على الأم والجنين
طرق الوقاية من الملاريا أثناء الحمل
الوقاية من الملاريا خلال الحمل تعد خطوة أساسية للحفاظ على صحة الأم والجنين، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها المرض بكثرة. وتتمثل أهم الإجراءات الوقائية في
إجراء اختبارات الملاريا بانتظام خلال زيارات متابعة الحمل للكشف المبكر عن أي إصابة.
تناول العلاج الوقائي المتقطع (IPTp) بدءا من الثلث الثاني
استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات أثناء النوم.
التعرف على الأعراض والإبلاغ عنها مبكرا.
في المناطق عالية الخطورة، قد تصف الطبيبة أدوية وقائية إضافية. فالوقاية تظل دائمًا أفضل من العلاج، واتخاذ هذه الخطوات البسيطة قد ينقذ حياة الأم والجنين معًا.
الملاريا أثناء الحمل ليست مجرد مرض عابر، بل تهديد حقيقي لصحة الأم والجنين. لذلك، يعد الالتزام بالفحوص الدورية، والتشخيص المبكر، والعلاج الفوري، إلى جانب اتباع وسائل الوقاية الفعالة، خطوات أساسية لتجنب المضاعفات وضمان حمل صحي وآمن لكل امرأة.