بعد تأميم مناجم أورانو الفرنسية.. النيجر تطرح مخزونها من اليورانيوم للبيع
أعلنت النيجر عن طرح مخزونها من اليورانيوم الخام للبيع في السوق الدولية، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلاليتها الاقتصادية، بعد تأميم مناجم كانت تديرها الشركة الفرنسية "أورانو".
وأكد رئيس المجلس العسكري الحاكم، الجنرال عبد الرحمن تشياني، عبر التلفزيون الرسمي "تيلي ساحل"، حق النيجر في التصرف بثرواتها الطبيعية وبيعها لأي مشترٍ وفقًا لقواعد السوق، مشيرًا إلى أن المخزون يشمل إنتاج منجم "سومير" الذي تم تأميمه في يونيو 2025.

توتر مع فرنسا وتوجه نحو روسيا
يأتي هذا الإعلان في ظل توتر متصاعد مع فرنسا، عقب انقلاب 2023 الذي أنهى عقود "أورانو" في النيجر، مع توجه النيجر نحو روسيا للتعاون الأمني والاقتصادي، في حين أبدت روسيا وتركيا وإيران اهتمامها بشراء المخزون البالغ نحو 1500 طن.
ورغم الحظر المؤقت الذي فرضته محكمة استثمارية تابعة للبنك الدولي على البيع، تقدر قيمة المخزون بنحو 270-274 مليون دولار وفقًا لسعر السوق الحالي 82-83 دولارًا للرطل.
محور النزاع حول مناجم اليورانيوم
ويعد تعدين اليورانيوم في النيجر محور النزاع بين المجلس العسكري وشركة "أورانو"، المملوكة للحكومة الفرنسية بنسبة 90%، والتي تدير مناجم اليورانيوم في البلاد منذ عقود.

وأكد الجنرال تشياني أن النيجر تمتلك حق التصرف المشروع بثرواتها الطبيعية وبيعها لمن يرغب وفقًا لقواعد السوق وباستقلالية تامة.
وكان وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف قد أعلن في يوليو الماضي، عن رغبة موسكو في تعدين اليورانيوم في النيجر، في إطار التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين منذ انقلاب 2023، الذي قاد المجلس العسكري للسلطة.
إلغاء امتيازات أورانو ومخاطر فرنسية
وفي عام 2024، ألغت النيجر امتيازات شركة أورانو في تشغيل 3 مناجم رئيسية، هي: "سومير"، "كوميناك"، و"إيمورارين"، والتي تضم أحد أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم، فيما تواصل فرنسا، عبر تحكيم دولي، محاولاتها لاستعادة السيطرة التشغيلية على هذه المناجم.

أهمية النيجر كمصدر عالمي لليورانيوم
تشكل النيجر مصدرًا استراتيجيًا لليورانيوم الطبيعي، حيث شكلت في عام 2022 نحو ربع واردات الاتحاد الأوروبي من هذه المادة لمحطات الطاقة النووية، وفقًا لبيانات وكالة "يوراتوم" الذرية، مما يجعل التطورات الأخيرة ذات أهمية بالغة على الصعيدين الإقليمي والدولي.



