عاجل

حصاد "دولة التلاوة".. كيف صاغت الأوقاف رؤية تعيد للقرآن حضوره الإعلامي؟

دولة التلاوة
دولة التلاوة

أكدت وزارة الأوقاف المصرية في بيانٍ لها أن برنامج دولة التلاوة” يمثل أحد أبرز المشاريع الإعلامية التي نجحت في إعادة الاعتبار للبرامج الدينية الجادة، في زمن تتزاحم فيه الشاشات بالمحتوى السريع والمشاهد الخاطفة.

 فالبرنامجكم كما أكدت الوزارة جاء ليعيد التوازن للمشهد الإعلامي، ويثبت أن الإعلام ما زال قادرًا، حين يخلص لرسالته، على أن يكون منبرًا للنور والهداية، لا مجرد نافذة للعرض. فهو يقدم القرآن الكريم بوصفه رسالة تُبنى بها النفوس وتُصنع منها القدوة، لا مجرد تلاوة تُسمع أو أصوات تُستعرض.

 مساحة التلاوة

وأوضحت وزارة الأوقاف أن البرنامج انطلق برؤية واعية تُدرك أن جمال التلاوة لا يكمن في الصوت وحده، بل في الروح والأخلاق والرسالة. ومن هذا المنطلق، تجاوز البرنامج الشكل التقليدي لبرامج التلاوة، واتجه إلى اكتشاف المواهب الشابة ومنحها فرصة حقيقية لصناعة جيل جديد يحمل ملامح المدرسة المصرية في التلاوة، ويضيف إليها بصمته الخاصة. كما نجح البرنامج في تقديم نماذج من الأطفال والشباب الذين يمكن أن يكونوا قدوة حسنة لأمثالهم في زمن تراجع فيه معنى القدوة الحقيقية.

الأوقاف راعية التجديد وحافظة التراث

وشددت الوزارة على أن هذه الرؤية لم تكن لتظهر بهذا النضج لولا الدعم المباشر الذي أولته للمشروع منذ بدايته. فقد حرصت الأوقاف على تقديم نموذج يجمع بين صون التراث وفتح أبواب الإبداع أمام الشباب، مؤكدة أن العمل الديني إذا أُدير باحتراف يستطيع أن يخاطب العصر ويحافظ في الوقت نفسه على أصالته. وكما كانت مصر عبر تاريخها قبلة القرّاء وروّاد مدرسة التلاوة، فإن وزارة الأوقاف تثبت اليوم أنها قادرة على تجديد هذا الإرث بما يليق بعظمة القرآن الكريم.

تصحيح المفاهيم حول المقامات الصوتية

وتطرقت الوزارة إلى ما يثار أحيانًا من اعتراضات حول استخدام المقامات الصوتية في التلاوة، مؤكدة أن هذه الاعتراضات مبنية على فهم غير دقيق. فالمقامات—كما أوضحت—ليست تزيينًا مصطنعًا ولا خروجًا عن الوقار، بل هي أداة صوتية تساعد القارئ على أداء الآيات بوضوح وخشوع، ونقل المعاني بروح أقرب وأعمق. وقد استخدم كبار القرّاء هذه المقامات عبر عقود طويلة، من الشيخ الحصري والشيخ عبد الباسط والشيخ مصطفى إسماعيل، ليس بغرض الغناء، بل لخدمة القرآن وإبراز جماله. وهذا ما يلتزم به البرنامج اليوم من خلال أداء منضبط يحفظ الهيبة ويراعي أحكام التجويد دون مبالغة أو تكلّف.

جيل جديد يقرأ بروح المدرسة المصرية

وبيّنت الأوقاف أن ما يميز البرنامج هو ظهوره بجيل من القرّاء الشباب الذين يقرأون القرآن بثقة وخشوع، ويعكسون روح المدرسة المصرية التي تركت بصمتها على العالم الإسلامي لعقود طويلة. فهؤلاء الشباب ليسوا مجرد مواهب تُعرض على الشاشة، بل نواة لقرّاء مستقبليين سيواصلون حمل راية التلاوة، مستندين إلى تراث العمالقة ومضيفين إليه حضورهم الجديد.

وأكدت الوزارة أن كل حلقة من حلقات “دولة التلاوة” تمنح المشاهد شعورًا بميلاد صوت جديد يضيف للتراث ولا يكرره، وأن البرنامج ليس مجرد مادة إعلامية بل تجربة إيمانية تُعيد الروح إلى سكينتها، وتعيد للمشاهد صلته الحية بكتاب الله عز وجل.

بين الموهبة والرعاية يكتمل الضوء

واختتمت وزارة الأوقاف بيانها بالتأكيد على أن استمرار نجاح البرنامج يعود إلى التقاء موهبة صادقة مع رعاية واعية تدرك أن تجديد الوعي الديني ضرورة ملحّة. وقد أثبتت الأوقاف من خلال دعمها لهذا المشروع أن العمل الديني يمكن أن يكون حديثًا في شكله، راسخًا في جوهره، ما دام القرآن هو نبع هذه الأمة، وما دام هناك من يرعى قرّاءه ويحفظ رسالته. ولهذا ستظل مدرسة التلاوة حيّة بصوت شبابها، وضياءً لا ينطفئ في قلوب محبّي القرآن الكريم.

تم نسخ الرابط