عاجل

هل يتكرر سيناريو العراق 2003 في فنزويلا ؟

ترامب ومادورو
ترامب ومادورو

تتجه الأنظار نحو فنزويلا التي تعيش واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخها السياسي والعسكري، في ظل التوتر المتصاعد بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء ذلك بعدما أدت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها من دون تقديم أي تفاصيل إضافية إلى زيادة مخاوف المراقبين وتعميق القلق من احتمال تحول الضغوط السياسية إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

وفي وقت يتهاوى فيه الاقتصاد الفنزويلي تحت وطأة الانهيار، ويعاني الجيش الفنزويلي من ضعف في التدريب وتراجع في الجهوزية وكفاءة المعدات، تسعى حكومة الرئيس نيكولاس مادورو إلى تعزيز نفوذها العسكري عبر الميليشيات والاستعداد لسيناريو حرب عصابات، في محاولة للحفاظ على تماسك الدولة أمام أي تحرك خارجي محتمل، وتبدو البلاد وكأنها تقترب من فصل جديد في صراع النفوذ داخل المنطقة.

ترامب ومادورو
ترامب ومادورو

الأمر الذي يثير تساؤلات حول مصير نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هل يتجه نحو سيناريو ما حدث في العراق عام 2003 جراء الغزو الأمريكي على البلاد وسقوط نظام صدام حسين.

ترامب يقرر إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا

أعلن ترامب أمس السبت أن المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها يجب اعتباره مغلقًا بالكامل، مكتفيًا بالتصريح من دون التطرق إلى تفاصيل إضافية، في وقت تواصل الإدارة الأمريكية تشديد الضغوط على حكومة مادورو.

كما لمح ترامب في مناسبات عدة إلى أن الهجمات الأمريكية على قوارب يشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، قد تتحول لاحقًا إلى عملية عسكرية برية داخل فنزويلا، رغم أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع مادورو ناقشا خلاله زيارة محتملة للرئيس الفنزويلي إلى الولايات المتحدة.

القدرات العسكرية الفنزويلية واحتمالات المواجهة العسكرية بين أمريكا وفنزويلا

بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن ستة مصادر مطلعة على الوضع العسكري في فنزويلا، فإن الجيش الأمريكي يمتلك تفوقًا واضحًا على نظيره الفنزويلي الذي يواجه تحديات حادة بسبب ضعف التدريب، وتدني الرواتب، وتهالك المعدات. ورغم محافظة مادورو على ولاء القيادات العسكرية منذ توليه السلطة في 2013 من خلال منح الضباط مناصب حكومية، فإن الجندي العادي لا يتعدى دخله الشهري مئة دولار، وهو مبلغ لا يشكل سوى خمس ما تحتاجه الأسرة الفنزويلية لتأمين احتياجاتها الأساسية.

وتشير المصادر إلى أن حالات الفرار العسكري التي تشهدها بعض الوحدات حاليًا قد تتضاعف في حال وقوع تدخل أمريكي، إذ تقتصر خبرة القوات النظامية في السنوات الأخيرة على التعامل مع الاحتجاجات المدنية. 

كما يؤكد مادورو أن نحو ثمانية ملايين مدني يتلقون تدريبات قتالية ضمن ميليشيات موالية للحكومة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الآلاف فقط من عناصر الاستخبارات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين والميليشيات هم القادرون على القتال فعليًا.

أما على مستوى التسليح، فمعظم العتاد روسي الصنع وقديم، بما في ذلك نحو 20 مقاتلة من طراز «سوخوي» تعود إلى مطلع الألفية، ولا يمكن مقارنتها بالتفوق التكنولوجي للمقاتلات الأمريكية مثل طائرات بي-2، وتعاني المروحيات والدبابات والصواريخ المحمولة على الكتف من ضعف الأداء وقدم الاستخدام.

استعدادات فنزويلا لحرب عصابات ضد الغزو الأمريكي المحتمل 

وبحسب وثائق تخطيطية اطلعت عليها رويترز وشهادات مصادر متعددة، بدأت فنزويلا الاستعداد لمواجهة محتملة على طريقة حرب العصابات أو لإحداث حالة من الفوضى الداخلية في حال التعرض لهجوم جوي أو بري. 

ويصف المسؤولون هذا النهج باسم المقاومة المطولة، ويشمل نشر وحدات صغيرة في أكثر من 280 موقعًا لتنفيذ عمليات تخريب وهجمات مباغتة.

كما نشرت الحكومة 5000 صاروخ روسي الصنع من طراز “إيجلا”، وقد أشاد مادورو مؤخرًا بقدرات هذه الصواريخ عبر التلفزيون الرسمي. 

وأوضح مصدر عسكري أن التعليمات الصادرة للقوات تقضي بتقسيم الوحدات والتمركز في مواقع مخفية فور بدء أي هجوم.

وتتحدث المصادر أيضًا عن استراتيجية أخرى غير معلنة رسميًا تعرف بالفوضوية، تعتمد على استخدام أجهزة الاستخبارات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين لإحداث اضطرابات واسعة في العاصمة كاراكاس، بهدف جعل البلاد في وضع يصعب معه الحكم.

تم نسخ الرابط