عاجل

حاتم باشات: قرارات إثيوبيا ليست سيادية بل جزء من مخطط لإرباك النيل

اللواء حاتم باشات
اللواء حاتم باشات

قال اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب سابقًا، إن تطورات ملف سد النهضة خلال الفترة الأخيرة تكشف حجم الاضطراب في الموقف الإثيوبي، سواء من خلال التصريحات أو الإجراءات على الأرض، وخاصة وأن الرسومات الهندسية لسد النهضة من البداية تؤكد أن به مشكلة، وأن هناك عدد من الشركات التي انسحبت بسبب عدم ضمان أمان السد والبتالي ما يحدث الآن من تسريب للمياه بسبب كمية الضغط الكبيرة على جسم السد والتي من الممكن أن تؤدي إلى إنهياره، والتي سوف تؤثر بصفه خاصة على السودان، كما يمكن أن تغير مجرى نهر النيل.

فتح بوابات السد 


وأوضح "باشات"، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن فتح بوابات السد لم يعد قرارًا إراديًا بقدر ما أصبح نتيجة مباشرة لضغط المياه الهائل خلف السد، ما يعكس فشلًا واضحًا في الإدارة الفنية، وعلى الرغم من ذلك ما زالت مصر متمسكة بالمسار التعاوني باعتباره السيناريو الأول والأفضل.

مشيراً إلى أن القاهرة جاهزة سياسيًا وفنيًا لأي تفاوض جاد يضمن مصالح الجميع. لكن في المقابل، على حد قوله، تستمر أديس أبابا في إطلاق تهديدات غير مسؤولة، سواء عبر تصريحات رسمية أو تحركات عسكرية في السودان، وهو ما يعتبره باشات محاولة لصنع أزمة لا مبرر لها.

السلوك الإثيوبي

وأضاف أن السلوك الإثيوبي يُظهر غيابًا كاملاً لمبدأ حسن النية، فالتعاون مع مصر ـ رغم ما تمتلكه من خبرات واسعة في إدارة السدود والتحكم المائي ـ كان كفيلًا بتجنب أغلب هذه الأزمات، لكنّ الجانب الإثيوبي يصر على اتخاذ قرارات أحادية بلا تشاور أو تنسيق، وهو ما يعكس،وفق قوله، توجهاً قديماً لدى أديس أبابا يقوم على استخدام المياه كأداة ضغط لا كوسيلة للتنمية المشتركة.

وأكد اللواء باشات، يجب على مصر أن تكون جاهزة لكل السيناريوهات، سواء دبلوماسية أو تفاوضية أو عسكرية، وخاصة وأن إثيوبيا تتحرك في إطار «مخطط أكبر» لا يصنعه القرار الإثيوبي وحده، بل تقف خلفه أطراف خارجية تستغل موقعها المائي لتحقيق نفوذ إقليمي. وتابع: "حتى لو كان هناك خطر فني أو إنشائي على سد النهضة، الجانب الإثيوبي لا يريد الاعتراف ولا الاستماع لأي نصيحة مصرية، رغم أن أي خلل سيؤثر عليه قبل غيره."

مشكلات إنشائية متكررة

وأكد أن تاريخ إثيوبيا في بناء السدود يكشف عن مشكلات إنشائية متكررة، وأن بعض محاولاتها الحالية ما هي إلا ردود فعل على بناء السد العالي منذ عقود، رغم أن القاهرة لم تتعامل يوماً مع مياه النيل باعتبارها أداة تهديد.

وختم اللواء باشات حديثه قائلاً:" الحقيقة واضحة ومؤكدة في الوثائق والمقالات والمؤتمرات الدولية: مصر تسعى إلى الاستقرار، بينما إثيوبيا تتصرف بعكس مصالحها ومصالح المنطقة. نتمنى أن تدرك أديس أبابا أن التعاون هو الخيار الوحيد القادر على حماية الجميع."

تم نسخ الرابط