أمينة الفتوى بدار الإفتاء: الحجاب فرض شرعي وله مواصفات محددة
قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحجاب فريضة شرعية على المرأة المسلمة عند بلوغها، مشيرة إلى أنه ليس مجرد مظهر خارجي، بل عبادة تجمع بين الستر من جهة، وبين الحياء والوقار والحشمة من جهة أخرى.
الحجاب في اللغة يعني الستر
وأكدت أمينة الفتوى، خلال لقائها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" المذاع على قناة الناس، إن الحجاب في اللغة يعني الستر، وفي الاصطلاح الشرعي هو لباس المرأة الذي يغطي جميع بدنها باستثناء الوجه والكفين، مع الإشارة إلى رأي الإمام أبي حنيفة الذي استثنى القدمين كذلك.
وأوضحت أن فرضية الحجاب ثابتة بأدلة واضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء والقياس، مستشهدة بقول الله تعالى: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، وقوله تعالى: ”وليضربن بخمرهن على جيوبهن"، مؤكدة أن الخمار في تفسير العلماء هو غطاء الرأس.
كما أشارت إلى الحديث النبوي الوارد بشأن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، والذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ما يجوز ظهوره من المرأة بعد البلوغ هو الوجه والكفان فقط.
وتابعت أن علماء الأمة على مر العصور أجمَعوا على فرضية الحجاب، لافتة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، مما يجعل الإجماع دليلًا شرعيًا يحفظ وحدة الأمة وهويتها.
وأكد على أن الحجاب عبادة ذات بعدين: مظهر شرعي ملتزم، وجوهر أخلاقي يقوم على الحياء والالتزام، وهو ما يعكس قيم الإسلام في سلوك المرأة ومظهرها معًا.
الحجاب عبادة قلبية والابتعاد عنه لحظات ضعف لا تستوجب اليأس
قدمت "السعيد"، توضيحًا حول أسباب خلع بعض الفتيات للحجاب بعد سنوات من الالتزام به، مؤكدة أن الحجاب في جوهره عبادة تتقرب بها المرأة إلى الله، وليس مجرد مظهر خارجي، مشيرة إلى أن ارتداء الحجاب ينبغي أن يقوم على قناعة قلبية راسخة وإدراك لقيمته الشرعية، باعتباره يجمع بين الستر والمظهر المحتشم وبين أخلاق الحياء والوقار.
وقالت "السعيد"، إن على المرأة أن ترتدي الحجاب حبًا لله واستجابة لأمره، لا لمجاراة المجتمع أو استجابة لضغوط خارجية. وأضافت أن تعقيدات العصر وكثرة المغريات قد تجعل بعض النساء يواجهن تعثرات، إلا أن استمرار الالتزام بالحجاب رغم التحديات يُعد فضلًا من الله يستوجب الشكر والدعاء بالثبات.
وأوضحت أن من تمر بلحظة ضعف تدفعها للتفكير في خلع الحجاب، ينبغي ألا تستسلم لليأس، بل تعود إلى الله وتتقرب إليه بالدعاء والاستغفار، فالتوبة مفتوحة دائمًا والعودة إلى الطاعة ممكنة في كل وقت.



