هذا العنوان ليس من والى ولكنه يتحدث عن الرئيس الامريكى الحالى دونالد ترامب والذى دأب فى ولايته الثانية على أسلوب غريب فى الحديث الى الصحافة بصفة عامة والصحفيات بصفة خاصة . ترامب التاجر الكبير الذى يرى فى كل موقف منفعة وقيمة وأصفار جديدة تضاف الى رصيده البنكى والى انجازاته الوطنية التى لايختلف عليها اثنان هذا الرئيس القادم الى البيت الابيض بعد حرب طويلة استطاع ان يكسبها ويعود رئيسا مرة اخرى بعد خسارته فى الانتخابات السابقة والتى كان يتمنى الفوز بها والتمتع بولاية ثانية ؛ هذا الترامب رد على احدى الصحفيات بطريقة معينة ووصفها بالغبية . الغريب ان الصحفية صمتت وصمت معها المجتمع الامريكى كله والذى صدع رؤسنا بالديمقراطية الحقة ، والحرية المطلقة والحياة السوية ؛ ولم تكد تمضى اسابيع قليلة الا ويكرر الرئيس الامريكى الدونالد ترامب وبنفس اللهجة المتعالية وصفه لواحدة من صحفيات بلاده ذات السنوات التى تقترب من الثلاثمائة وصفها بالخنزيرة . وبين الوصفين ووقعهما لابد ان تقول بينك وبين نفسك ماذا لو حدث هذا فى منطقتنا ليس من رئيس لصحفية بل من مدير الى مرؤس ترى ماذا كان سيحدث وكيف سيكون ردة الفعل ؟ هل كانت ستمر مرور الكرام كما حدث فى بلاد العم سام ؟ وهل كانت وسائل التواصل الاجتماعى ستتعامل معها مثل المعاملة الغربية فى تناول الحدث من تقليل القيمة الفعلية من اهانة الرئيس لمواطنة مهما كان عملها وكينونتها ؟ أشك فى ذلك كل الشك ؛ فالمؤكد أن كل من هب ودب كان سيصف الرجل الذى سب ووصف الفتاة بهذه الصفات بأنه يستغل منصبه وبأنه رجل متعالى ومتكبر ، ومنتهك لكل القيم الانسانية وبأنه يجب محاكمته أسوة بالدول المتقدمة التى ترى البشر أسوياء بغض النظر عن اوضاعهم الاجتماعية ومناصبهم وأصفارهم البنكية . تلك هى وسائل الغرب فى زعزعة الشرق وجعلهم منبهرين بكل ماهو غربى وكما قال أحد الباحثين عنهم بأنهم يجردونك من ثيابك بزعم أنها لاتناسب المرحلة ثم يمنحونك ثيابا غيرها كى تصبح مثلهم وبعد ذلك يطلبون منك ثمن الثياب من قيمك وأخلاقك وعاداتك كى تتخلى وبملىء ارادتك عن كل موروث تربيت عليه ونشأت فيه كى يصفقون لك فى النهاية ويصفونك بالمتقدم وليس بالرجعى المتخلف … موروث العم سام ومبادئه تتركز حول زعزعة الاجيال الشرقية واهتزاز قيمها كى يسهل العبث فى عقولهم وتجنيدهم بصورة أو بأخرى ليكونوا منفذين للمبادىء الغربية الخبيثة الساعية للانقضاض على منطقتنا من أقصاها الى إقصاها ونهب خيراتها وزلزلة أمنها وشعوبها جمعاء .. من غبية الى خنزيرة ليست مجرد كلمات ولكنها طبيعة مرحلة الصلف الأمريكي الذى يمثله الرئيس التاجر الحالى والذى على يقين بأنه إنعكاس لمرحلة بلغت فيها بلاده قمة الغطرسة والاستفحال والقوة بحيث ترسم الواقع الشرق أوسطي الحالى والقادم ، وترسم الحدود الروسية الاوكرانية وفقما تقتضيه كلمة القوة ومع من نقف ومن نعادى ، وهى إيضا المرحلة التى اعرف فيها واشنطن أن معاداة الصين ليست مجدية والأهم أن نستفيد لقدر الامكان من جعل بكين فى مرحلة اللاعدوة واللا صديقة ؛ وأيضا الوضعية الأمريكية الحالية هى من تعلم تمام العلم ان سياسة العصا والجزرة مع ايران سياسة ناجحة الى أبعد الحدود ، ومن المؤكد أيضا أن الادارة الامريكية فى أزهى مراحل القوة من وهن منطقة الشرق الأوسط وإتاحة كل الطرق والفرص لابنتها فى المنطقة " إسرائيل " كل وسائل العربدة والعبث بكل ماهو غربى ، السياسة الامريكية أيضا تعلم أن تفكيك السودان وتقطيع أواصل لم الشمل الليبى من أهم اهدافها الخبيثة ، هذه السياسات التى تحتل الاجندة الامريكية الحالية يخلو منها ولو للحظة الاقتراب من مصر بأى صورة وبأى شكل وطريقة لأن رجل الكاوبوى القابع فى البيت الأبيض يفهم جيدا أهمية مصر وضرورة احترام كل ماهو مصرى حتى يستطيع ان يعربد براحته بعيدا عن بلاد جاءت ثم جاء من بعدها التاريخ .. من غبية الى خنزيرة هنا أمريكا بلد الديمقراطية والحرية على الطريقة الترامبية ….