الأعلى للشؤون الإسلامية يحتفي بأحد أعمدة دولة التلاوة "عبد الباسط عبد الصمد"
أحيا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية اليوم الأحد 30 نوفمبر ذكرى رحيل أيقونة دولة التلاوة القرآنية، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ذلك الصوت الفريد الذي ارتبط في الوجدان الجمعي بقدسية المقام وجلال القرآن، ولقّب بـ" صوت مكة " و" قيثارة السماء".
وأكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في بيان له، أن استحضار سيرة الشيخ عبد الباسط هو استحضار لمرحلة كاملة من تاريخ دولة التلاوة المصرية، التي شكّلت مدرسة راسخة في الأداء القرآني وأخرجت إلى الأمة نخبة من القرّاء الذين رسّخوا مكانة التلاوة المصرية عالميًا. ويُعدّ الشيخ عبد الباسط واحدًا من أبرز أعلام هذه المدرسة بما تميّز به من أداء يجمع بين صفاء الصوت وقوّة الحضور وصدق الروح.
وأشار المجلس إلى أنّ القارئ الراحل ترك إرثًا خالدًا من التلاوات التي لم تفقد بريقها رغم مرور العقود، إذ امتزج فيها الجمال الفني بالخشوع، والطاقة الصوتية بالنَّفَس الروحي العميق، حتى باتت مدرسته علامة فارقة في الترتيل والتجويد وإجادة المقامات الصوتية.
وأضاف البيان أن الاحتفاء بذكراه هو احتفاء بقيمة الإخلاص في خدمة كتاب الله، وأن أصوات المقرئين المخلصين لا ترحل برحيل أصحابها، بل تبقى منارات تهدي الأجيال إلى نور القرآن الكريم، وتذكّرهم بجمال التلاوة وبهاء الأداء وتمثّل روحانية الكلمة الإلهية.
واختتم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بيانه بالتأكيد على استمرار جهوده في دعم قرّاء القرآن الكريم، وحفظ تراث التلاوة المصرية، وتقديمه إلى الأجيال الجديدة باعتباره جزءًا راسخًا من الهوية الدينية والثقافية للأمة.
دولة التلاوة | الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: صوت القرآن الذي لا يغيب
ولِد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في 1 يناير 1927، بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، وبدأ حفظ القرآن منذ الصغر، وأتم حفظه كاملاً في سن العاشرة. تعلّم علوم القراءات على يد شيوخ متخصصين، وأصبح من أوائل الذين أتقنوا «متن الشاطبية» لعلوم القراءات.
المسيرة الإذاعية والعالمية
انضم الشيخ عبد الباسط إلى الإذاعة المصرية في عام 1951، وكانت أول تلاواته إذاعياً من سورة «فاطر». ثم انتقل إلى القاهرة ليستقر ويواصل مسيرته، قبل أن يزور المملكة العربية السعودية عام 1952 بعد أداء فريضة الحج، حيث سجّل عدة تلاوات للحرم المكي وللمسجد النبوي، ما أكسبه لقب «صوت مكة».
عرف صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد المتميز وانتشر عالميًا، وأصبح من سفراء القرآن على مستوى العالم، زار مختلف الدول الشرقية والغربية، وأدى تلاواته في مساجد وقاعات كبيرة، تاركًا بصمة لا تُمحى في عالم التلاوة. كما تقلد منصب أول رئيس لنقابة قرّاء مصر عام 1984.
جوائزه
لقبته الصحافة بـ«الحنجرة الذهبية» و«صوت من السماء» تقديرًا لجودة صوته وروعة تلاوته. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة داخل مصر وخارجها، وتركت تسجيلاته أثرًا مستمرًا بين المسلمين، حيث تُعاد إذاعتها ويستمع إليها ملايين حول العالم.
المرض والوفاة
عانى الشيخ في سنواته الأخيرة من مضاعفات مرض السكري وأمراض في الكبد، قبل أن تتدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب حاد. توفي في مساء 30 نوفمبر 1988 عن عمر يناهز 61 عامًا، وأقيمت له جنازة ضخمة حضرها سفراء وزعماء دول، إضافة إلى جموع من محبيه، ودُفن بمقبرة الإمام الشافعي بالقاهرة.



