خبيرة أمريكية لنيوز رووم: إغلاق الأجواء الفنزويلية يزيد الضغط على روسيا وإيران
قالت إيرينا تسوكرمان، المحللة السياسية بالحزب الجمهوري ومحامية الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات، إن قرار الرئيس دونالد ترامب بإغلاق المجال الجوي الفنزويلي أمام شركات الطيران الأمريكية يمثل تصعيدًا قسريًا يهدف إلى تعميق عزلة النظام الفنزويلي ورفع المخاطر التشغيلية لأي جهة تستخدم الأجواء الفنزويلية لأغراض لوجستية أو تعاون عسكري أو نقل سري.
وأشارت إيرينا تسوكرمان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إلى أن الإجراء يوقف حركة المرور التجارية المشروعة، ويزيد تكاليف التأمين والامتثال لشركات الطيران الأجنبية التي لا تزال تمر عبر المنطقة، ويخلق مناخًا من عدم اليقين يؤثر مباشرة على قدرة حكومة مادورو على الحفاظ على العلاقات الدولية، مستهدفا النظام البيئي الأوسع للأنشطة الجوية التي تعتمد عليها الأطراف المعادية، ويشير إلى استعداد واشنطن لتضييق نطاق السيطرة على المجال الجوي دون اللجوء مباشرة إلى الاعتراض العسكري.
وأكدت تسوكرمان أن القرار يزيد الضغط على روسيا وإيران وغيرها من الجهات المتحالفة التي تستخدم المطارات والفجوات الجوية الفنزويلية لتدوير الأفراد ونقل المعدات والقيام بعمليات استخباراتية، موضحة أن تصنيف المجال الجوي على أنه عالي المخاطر وتقييد الناقلات المرتبطة بالولايات المتحدة يرسل رسالة مفادها أن أي نشاط جوي مشبوه سيخضع للمراقبة وقد تتخذ بشأنه إجراءات دبلوماسية أو سرية، مما يرفع التكاليف السياسية والتشغيلية لموسكو وطهران.

الخناق الاقتصادي على النظام الفنزويلي
وأوضحت أن القيود الجوية تشدد الخناق الاقتصادي على نظام مادورو، حيث تقلل من وصول فنزويلا إلى العملات الأجنبية، وتعقد اللوجستيات الإنسانية، وتحد من تدفق الأفراد الدوليين، مؤكدة أن الهدف الاستراتيجي هو تقييد قنوات التواصل المتبقية للنظام وتقليل مرونتها في شبكاتها الدولية، رغم التأثيرات الجانبية المحتملة على السكان.
ومن منظور الردع، أوضحت تسوكرمان أن إغلاق المجال الجوي خطوة متدرجة ضمن سلم التصعيد، أكثر عدوانية من العقوبات وحدها، لكنها أقل بكثير من العتبة العسكرية المباشرة، حيث يظهر استعداد واشنطن لزيادة الضغط دون الالتزام بإجراءات لا رجعة فيها، ويعتبر وسيلة لإظهار الحزم دون الدخول في مواجهة مباشرة أو التزامات تشغيلية تتطلب توافقًا إقليميًا وتجهيزًا لوجستيًا.

إيرينا تسوكرمان: إغلاق المجال الجوي الفنزويلي لا يشير إلى عمل عسكري
وأكدت إيرينا تسوكرمان أن القرار لا يشير في حد ذاته إلى عمل عسكري وشيك، حيث لم يتم تسجيل أي تحركات للقوات أو نشر بحري أو تعزيز قواعد في الكاريبي أو رحلات استخباراتية واسعة عادة ما ترافق الاستعداد لضربة أو تنفيذ منطقة حظر طيران، ويعمل في هذه المرحلة في المجال السياسي والاقتصادي أكثر من العسكري.
كما يخلق القرار إطارًا لتبرير أي خطوة مستقبلية إذا وقع حدث محفز، حيث يمكن للإدارة لاحقًا أن تجادل بأن أي نشاط عدائي من المجال الجوي الفنزويلي ينتهك التحذيرات السابقة، وبالتالي يكون القرار أساسًا سرديًا لدعم خطوات تصعيدية إذا تغيرت الظروف.
وأشارت تسوكرمان إلى أن القرار يشكل ضغطًا على الدول المجاورة، حيث تفسر قيود المجال الجوي على أنها إشارة إلى مراقبة واشنطن للأبعاد الجوية للنشاط الفنزويلي بجدية أكبر، مما قد يخلق ضغطًا غير مباشر على البرازيل وكولومبيا ودول الكاريبي لتعزيز مراقبتها لحركة الطيران، حتى إذا عارضت علنًا العمل العسكري.
كما له تأثير نفسي كبير داخل فنزويلا، حيث يرى النظام هذه القيود محاولة لرصد وتقليل قدرته الاستراتيجية على الحركة، وقد يدفعه ذلك لتعزيز تحالفاته مع روسيا وإيران والاعتماد على شركات الطيران الخاضعة للعقوبات أو النقل العسكري أو الرحلات السرية، ما يعمّق اعتماد فنزويلا على الأطراف التي تعتبرها واشنطن معادية ويعزز مبررات الأمن لمواصلة الضغط الأمريكي.

وأضافت المحللة الأمريكية أن القرار يحسن بيئة الاستخبارات والمراقبة الأمريكية، حيث يقلل من تعارض العمليات الاستخباراتية مع حركة الطائرات المدنية، مما يعزز قدرة الولايات المتحدة على مراقبة الأنشطة الروسية والإيرانية بوضوح أكبر، ويهيئ بيئة تشغيلية أفضل للضغط غير العسكري.
ولفتت إيرينا تسوكرمان، المحللة السياسية بالحزب الجمهوري ومحامية الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن الخارجي لحرب المعلومات إلى أن القرار يتماشى مع أسلوب ترامب في التصعيد الرمزي والمرئي الذي يجبر الخصوم على إعادة الحساب دون إلزام الولايات المتحدة بمسار عسكري محدد، موضحة أن إغلاق المجال الجوي يمثل زيادة محسوبة في الضغط توفر نفوذًا دون الالتزامات التي تتطلبها التحضيرات العسكرية الفعلية.



