عاجل

الطماوي: جهود مصر لحماية اتفاق التهدئة في غزة امتدادًا طبيعيًا لدورها التاريخي

الدكتور محمد الطماوى
الدكتور محمد الطماوى

قال الدكتور محمد الطماوي، أستاذ العلاقات الدولية، إن جهود مصر في حماية اتفاق التهدئة في غزة وتعزيز وقف إطلاق النار تمثل امتدادًا طبيعيًا لدورها التاريخي كوسيط إقليمي يحظى بثقة كل من الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية.
وأوضح الطماوي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن القاهرة لا تتعامل مع ملف غزة باعتباره مسألة أمنية فقط، بل كقضية سياسية وإنسانية شاملة تتطلب إدارة دقيقة وتدخلًا على أكثر من مسار في الوقت نفسه.

وأضاف الدكتور الطماوي أن التحرك المصري لم يقتصر على تثبيت التهدئة العسكرية، بل شمل وضع خطة متكاملة لضمان التدخل الإنساني والسياسي، تتضمن فتح المعابر، وتأمين تدفق المساعدات العاجلة، ومراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار لمنع أي انزلاق نحو تصعيد واسع قد يهدد الاستقرار الهش في القطاع.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية لما بعد التهدئة تُعد الأكثر حساسية، لأنها تمثل الانتقال من مجرد وقف إطلاق النار إلى إعادة الإعمار الشاملة لغزة، وهو ما يضع القاهرة في قلب الدور الإقليمي خلال المرحلة المقبلة.
وتتضمن خطة إعادة الإعمار – بحسب الطماوي – إزالة الأنقاض، وإعادة بناء المساكن والبنية التحتية والمرافق الأساسية، وتأهيل الخدمات العامة، مع التأكيد على ضرورة بقاء السكان في أماكنهم وعدم السماح بأي شكل من أشكال التهجير.

وأوضح أن الخطة المصرية تراهن على إشراك شركات مصرية ودولية لضمان تنفيذ مشروعات الإعمار بكفاءة، وفي الوقت نفسه خلق فرص عمل جديدة داخل القطاع، بما يسهم في التعافي الاقتصادي والاجتماعي لسكان غزة.
وأكد الطماوي أن ملف الإعمار لا ينفصل عن البعد السياسي، إذ تحرص القاهرة على أن تتم العملية ضمن إطار فلسطيني توافقي يضمن مشاركة كل الفصائل، ويمنع حدوث صراعات داخلية قد تُفشل أي جهود مستقبلية للاستقرار.

وشدد على أن هذا المزيج بين التحرك الإنساني والتدخل السياسي يجعل من مصر ليس فقط وسيطًا لوقف إطلاق النار، بل لاعبًا رئيسيًا في إعادة بناء غزة وضمان استقرارها على المدى الطويل.

وفي الوقت نفسه، حذّر من أن المرحلة الثانية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة التنسيق بين الأطراف الفلسطينية، وضخامة حجم الدمار، والحاجة إلى تأمين تمويل دولي ضخم بشروط مقبولة، إضافة إلى الحساسية الشديدة لأي خرق محتمل للتهدئة، ما قد يتطلب تدخلًا دبلوماسيًا سريعًا لمنع انهيار المسار برمته.
واختتم الدكتور الطماوي تصريحاته بأن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة تتراوح بين التزام نسبي يسمح باستكمال عملية الإعمار، وبين مناوشات محدودة قد تؤخر التنفيذ، وصولاً إلى سيناريو التصعيد الشامل الذي سيعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.
وفي أفضل الأحوال، يرى الطماوي أن الجهود الحالية يمكن أن تقود إلى استقرار نسبي في غزة، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، وتعزيز الدور المصري كفاعل إقليمي محوري، بينما يشكل أي فشل أو تأخير تهديدًا مباشرًا لنجاح المرحلة الثانية وللجهود الدبلوماسية المبذولة.

تم نسخ الرابط