أزمة السقوط في البحيرة المحيطة بالملك رمسيس الثاني تشعل غضب زوار المتحف الكبير
انتشر عدد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالحفاظ على الزوار من السقوط في بحيرة المياه المحيطة بتمثال الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم بالمتحف الكبير، حيث يوجد في البهو العظيم عدد من المسطحات المائية، قليلة العمق، الغرض الأساسي منها تطليف الأجواء.
وطالب أحد الزوار بعد أن رصد بكاميرا الموبيل سقود عدد من الأشخاص في البحيرة، بوضع شريط حول التمثال للتنبيه، حيث أن المياه والتي توجد في قاع الحوض أسود اللون، فهي تشبه أرضية المتحف بشكل كبير.
ومن ناحيته طالب بسام الشماع المؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، بعمل سور منخفض من الألباستر يحمل شكل أزهار اللوتس، ويحمل خراطيش الملك رمسيس الثاني، مما سيمثل شكلا جماليا ثقافيا، وكذلك سيحمي الزوار من السقوط في المياه.
المتحف الكبير
يُعد المتحف المصري الكبير أحد أهم المؤسسات الثقافية في القرن الـ21 بلا مبالغة، وهو ما ظهر جليًا مع الافتتاح الرسمي، حيث حظى المتحف بإقبال لم يحققه متحف آخر على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يفتح عصرًا جيدًا في السياحة الثقافية بمصر.
وكي يصل المتحف إلى هذه الدرجة من الجهازية والإتقان، كان يجب مراعاة كل تفصيلة، وكل جزء في المتحف تم التعامل معه وكأنه مشروع خاص له هندسته، وله متخصصيه، وكان أحد أهم وأصعب المهام في المتحف هو نقل وتثبيت القطع الأثرية اليقلية، والتي يتجاوز وزنها عدة أطنان.
ومن ناحيته كشف اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، منذ عام 2016 وحتى عام 2024م، عن بعض فصول تثبيت القطع الأثرية والتي كان ضمنها عتب بوزن 7 أطنان، سيوضع فوق اثنين من الأعمدة، لتمثل الثلاثة قطع، واجهة المعابد على الدرج العظيم.
وأوضح مفتاح كيف أن الحسابات الهندسية الدقيقة، وحساب الوزن والحمل وزوايا وضع الأثر بدقة، كان لها الدور في نجاح تلك المهمة، التي تعتبر فاصلًا مهمًا في سلسلة إنجازات هندسة المتحف المصري الكبير.
من ناحية أخرى، كشف مصدر في المتحف المصري الكبير، عن دور آخر قدّمته شركة مصرية، وهي شركة المغربي بقيادة المهندس تامر المغربي، وهو الأمر الذي أصبح سمة ظاهرة في المتحف كلما استفسرنا عن كيفية تنفيذ أمر ما فيه، ونجد وراء هذا الأمر أيادي مصرية خالصة، فهو بحق المتحف المصري الكبير.
وقامت تلك الشركة بأحد أهم الأدوار الهندسية داخل المتحف المصري الكبير، من خلال تطوير وتنفيذ وحدات تثبيت الآثار الثقيلة تحت إشراف منظومة الـ GIS، حيث اعتمدت الشركة على حلول مبتكرة لضمان تثبيت آمن للقطع الضخمة دون التأثير على قيمتها أو سلامتها، عبر أنظمة معدنية عالية التحمل، ودراسات دقيقة للأحمال والاهتزازات، ومحاكاة هندسية متقدمة.
وتميزت الشركة بالقدرة على ابتكار آليات تثبيت غير تقليدية، وبناء منظومة متكاملة مع فرق الـ GIS، ما جعل العمل يُصنف كأحد النماذج المتقدمة في العرض المتحفي الحديث، وأصبح هذا الإنجاز إضافة حقيقية لمشروع يُعد الأكبر في تاريخ مصر المعاصر، وتأكيد جديد على أن العقول المصرية قادرة على الوصول لأعلى معايير الهندسة المتحفية عالميًا.