ما تداعيات قرار إسرائيل بهدم 24 مبنى سكني في مخيم جنين ؟
علق الدكتور نزار نزال، الباحث الفلسطيني في الشئون الإسرائيلية، على الأوامر العسكرية التي تتضمن هدم 24 مبنى سكني التي تؤوي مئات العائلات في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وقال الدكتور نزار نزال إن المرحلة الثانية من الحملة العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية تهدف في مجملها إلى استهداف المخيمات الفلسطينية، لما تمثله هذه المخيمات من ذاكرة لها علاقة بالنزوح والشتات واللجوء، مؤكدًا أن المخيمات تشكل العصب للقضية الفلسطينية، وهي القلب النابض والعمود الفقري لها.
وأضاف نزال في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن إسرائيل، من خلال توسيع عمليتها العسكرية في مناطق واسعة من الضفة الغربية، تريد أن تمزق الضفة الغربية لتقتل أي أمل بالذهاب إلى حل الدولتين، وتريد القضاء على كل المبادرات الدبلوماسية، وتدمير المخيمات.
وأشار نزال إلى أنه خلال الأشهر الأحد عشر الماضية تابعنا تدمير ثلاثة مخيمات تقريباً وهم مخيم جنين الذي يعود الاحتلال اليوم لاستكمال تدميره، مع خروج أكثر من ثلاثين ألف نازح منه، فضلًا عن مخيم نور شمس ومخيم طولكرم في طولكرم.
نزار نزال: الأيام القريبة القادمة ذاهبة إلى مخيم الفارعة من أجل تدميره كلياً
وتابع أنه يعتقد أن الأيام القريبة القادمة ذاهبة إلى مخيم الفارعة من أجل تدميره كلياً وإخراج السكان القاطنين فيه، لافتاً إلى أن الضفة تضم 19 مخيما".
وأكد أن هذه الاستراتيجية التي يعتمدها جيش الاحتلال هي استراتيجية الانتقال من التصعيد إلى المواجهة المفتوحة في الضفة الغربية.
وأوضح نزال أن إسرائيل تحاول اليوم "تغيير ديمغرافيا الضفة الغربية، والعمل على هندسة ديمغرافية وهندسة جغرافية أيضاً لها، لافتًا إلى أن العملية العسكرية الموسعة تشمل "طوباس وجنين، وستمتد على ما يبدو إلى طولكرم وقلقيلية ونابلس، مشيراً إلى أن المنطقة الشمالية وحدها يوجد فيها أكثر من خمسة آلاف جندي في محافظة طوباس، كما توجد في جنين عشرات ومئات من الجنود وعشرات الآليات وسلاح الجو.
وأشار إلى أن هذه العمليات تستهدف المخيم والمدينة والريف، مع وجود خشية من تهجير سكان من المناطق السكانية والتجمعات السكانية على طول الخط الأخضر، مؤكدص أن الهوية للقضية الفلسطينية، والمخيمات تحديداً، هي عنوان المرحلة القادمة.
المجلس الوطني الفلسطيني: هدم 24 مبنى سكني تصعيد إسرائيلي خطير
وفي وقت سابق أدان المجلس الوطني الفلسطيني قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي إصدار أوامر عسكرية تقضي بهدم 24 مبنى سكنياً في مخيم جنين، وهي مبان تؤوي مئات العائلات، معتبراً أن الإجراء يمثل تصعيداً جديداً وخطيراً في سياسات الاحتلال تجاه المخيمات الفلسطينية.
وقال رئيس المجلس روحي فتوح إن هذا القرار يأتي في إطار سياسة ممنهجة للهدم والتطهير العرقي والتهجير القسري تستهدف المخيمات والبلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
وأوضح فتوح أن الاعتداء الواسع الذي شهدته المنطقة، بما في ذلك عمليات الاقتحام والتدمير في مدينة طوباس وفي بلدات ومخيمات الضفة الغربية، إلى جانب جرائم المستوطنين، يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واعتداءً مباشراً على حقوق المدنيين في الأمان والسكن.
وأشار إلى أن هذا النهج العسكري المتصاعد الذي يواجهه الفلسطينيون، خصوصاً في قطاع غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية بفعل سياسات التدمير والاقتلاع وإرهاب الدولة، يعكس خطورة المرحلة التي تعيشها الأراضي المحتلة.
ودعا فتوح إلى تدخل دولي فوري لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، مؤكداً ضرورة إلزام حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بكبح اعتداءات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
