حسن سلامة: مصر تكثف جهودها لكسر الجمود وتأمين اتفاق وقف إطلاق النار
أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن المشهد المتعلق باتفاق "رامبو" ووقف إطلاق النار ما زال معقدًا، وأن السيناريوهات المطروحة متعددة في ظل محاولة إسرائيل الالتفاف على أي ترتيبات دولية ملزمة. وقال إن التحركات المصرية مستمرة دون انقطاع من أجل تأمين اتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال من المرحلة الأولى إلى مراحل أكثر استقرارًا، رغم حالة الجمود التي تحاول إسرائيل فرضها على مسار التفاوض.
وأوضح سلامة في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن مصر تعمل لإجبار إسرائيل على الالتزام بتعهداتها، إلا أن الأخيرة تقوم على الأرض بخطوات من شأنها تعطيل الاتفاق، سواء عبر تقسيم قطاع غزة، أو الدفع بمعدات ثقيلة لإزالة الركام في المناطق الخاضعة لسيطرتها تمهيدًا لإعادة الإعمار وفق رؤيتها، إضافة إلى عملياتها البرية في الضفة الغربية التي تغيّر من الواقع الديمغرافي والجغرافي، مما يجعل تنفيذ الاتفاق أكثر تعقيدًا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن المعوقات الحقيقية كثيرة، ورغم ذلك فإن الجهود المصرية مستمرة، وكان آخرها اجتماع القاهرة أمس مع الوسطاء لمناقشة آليات تفعيل قرار مجلس الأمن 2803، بما يشمل صلاحيات القوة الدولية المقترحة والأطراف المشاركة فيها، وقضية نزع سلاح حماس، ومقترحات تجاوز الملفات الجدلية المتعلقة بإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأكد سلامة، أن العرقلة الإسرائيلية واضحة، رغم صدور قرار من مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تلتزم تاريخيًا بقرارات المجلس، قائلاً: "لدينا عشرات القرارات الأممية التي لم تُنفذ، فلماذا يُستثنى هذا القرار؟".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن قرارات مجلس الأمن توفر غطاءً سياسيًا وقانونيًا لأي قوة أممية وتتيح إمكانية المحاسبة أو العقاب، لكن المشكلة — بحسب سلامة — تكمن في أن آليات المحاسبة نفسها مرتبطة بالمجلس، وبالتالي تصبح غير فعّالة على أرض الواقع إذا لم تتوافر إرادة دولية حقيقية لإلزام إسرائيل.