أستاذ إعلام: التعليم المفتوح لم يخرج إرهابيًا واحدًا عبر تاريخه
في ظل الجدل المتواصل حول مستقبل التعليم المفتوح في مصر، خرج الدكتور محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة والإعلام بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، ليدافع بقوة عن هذا النظام التعليمي الذي عاش عقودًا من التطوير، وأسهم في خدمة المجتمع وتعزيز الأمن القومي، مؤكدًا أنه واحد من المسارات التعليمية التي لا يجوز إضعافها أو التقليل من قيمتها.
وقال الدكتور محمود يوسف في بيان عبر رابطة التعليم المفتوح إن الهجوم المتكرر على هذا النظام غير مبني على حقائق، مشيرًا إلى أن التعليم المفتوح لم يخرّج يومًا متطرفًا أو إرهابيًا أو متشددًا.
وشدد على أن كل الدعاوى التي روجت لهذا الاتهام لا أساس لها من الصحة، مضيفًا: “التعليم المفتوح لم يكن له أي تأثير سلبي على المجتمع، ولم يفرز نمطًا فكريًا منحرفًا أو متطرفًا، بل على العكس، كان وسيلة لرفع الوعي والثقافة والمشاركة المجتمعية.”
ركيزة من ركائز الأمن القومي
وأوضح الدكتور يوسف أن التعليم المفتوح يمثل أداة مهمة من أدوات دعم الأمن القومي المصري لأنه يُعلي من قيمة التعليم المستمر، ويرفع الوعي المجتمعي، ويساعد فئات واسعة من المجتمع على دمج التعليم بحياتهم العملية.
وأضاف:“هناك دراسات عديدة تؤكد أن المشاركة السياسية والمجتمعية ترتبط مباشرة بمستوى التعليم والثقافة. التعليم المفتوح لم يكن مجرد وسيلة لمنح شهادة، بل كان منصة تمنح الأفراد أهدافًا مشروعة يسعون لتحقيقها.”
وأكد أيضًا أن التعليم المفتوح كان أحد مظاهر القوى الناعمة المصرية، خاصة أن عددًا من الدارسين والخريجين كانوا من الدول العربية، ما جعل هذا النظام أحد أدوات التواصل الأكاديمي والثقافي في المنطقة.
خريجون من النواب والفنانين والإعلاميين
وأشار الدكتور محمود يوسف إلى أن التعليم المفتوح ضم عبر تاريخه فئات محترمة ومؤثرة في المجتمع، قائلاً:“كان بين دارسيه نواب في البرلمان، وحاصلون على درجات الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى فنانين ورياضيين وإعلاميين معروفين. هؤلاء جميعًا وجدوا في التعليم المفتوح فرصة لاستكمال دراستهم دون تعارض مع أعمالهم.”
وأكد أن التجربة أثبتت أن الكثير من خريجي هذا النظام أثبتوا تفوقًا أكاديميًا ومهنيًا، واستطاعوا تحقيق نجاحات مرموقة على المستوى العملي والعلمي.
مصدر دخل للدولة… وليس عبئًا
وفي سياق دفاعه، أوضح الدكتور يوسف أن التعليم المفتوح كان مصدرًا مهمًا للدخل بالنسبة للدولة والجامعات، سواء من المصروفات بالعملة المحلية أو من رسوم الطلاب العرب بالعملات الأجنبية، مشيرًا إلى أن هذا النظام لم يكن في أي وقت عبئًا ماليًا أو إداريًا على الدولة.
وقال: “التعليم المفتوح دعم الجامعات ماليًا، ورفع من مواردها، وقدم خدمات تعليمية دون أن يثقل كاهل الدولة.”
الدعوة إلى التطوير بدل الهدم
واختتم الدكتور محمود يوسف حديثه برسالة واضحة، مؤكدًا أن الطريق الصحيح ليس إلغاء التعليم المفتوح أو تقويضه، بل العمل على تطويره وتحديث آلياته ليواكب احتياجات العصر.
وقال:“المطلوب الآن دعم التعليم المفتوح وتطويره، لا هدمه أو الحد من دوره. هذا النظام له تاريخ، وله أثر، وله مكان يستحقه في منظومة التعليم المصرية.”
وبهذا التصريح القوي، يعيد الدكتور محمود يوسف فتح ملف التعليم المفتوح من زاوية أكثر موضوعية، مؤكدًا أن بناء المستقبل التعليمي يبدأ بالاعتراف بقيمة كل مسار، وتطويره بما يخدم أهداف الدولة والمجتمع



