عاجل

شبكات تصريف وخزانات عملاقة.. رضا فرحات يكشف خطة الدولة للتعامل مع السيول

الدكتور رضا فرحات
الدكتور رضا فرحات

أكد الدكتور رضا فرحات، خبير التنمية المحلية، أن المحافظات باتت أكثر استعدادًا لموسم الأمطار والسيول مقارنة بالسنوات الماضية، بعد الدروس القاسية التي شهدتها الدولة في عدد من النوات والأزمات وعلى رأسها أزمة سيول الإسكندرية عام 2015، والتي كانت سببًا مباشرًا في وضع خطط مبكرة للتعامل مع الأمطار والسيول والاستفادة من مياهها.

تنفيذ خطة استعداد قبل موسم الأمطار

وقال فرحات في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، إن كل محافظة تبدأ قبل موسم الأمطار في تنفيذ خطة استعداد واضحة، وذلك بناءً على التحذيرات المبكرة من هيئة الأرصاد الجوية، مضيفًا أن غرف عمليات وغرف أزمات أصبحت موجودة الآن في كل محافظة، بالإضافة إلى غرف عمليات مماثلة داخل وزارتي الري والتنمية المحلية لمتابعة الموقف أولًا بأول.

وأوضح خبير التنمية المحلية، أن القيادات المحلية والعاملين بغرف الأزمات يخضعون لدورات تدريبية سنوية في مركز تدريب الإدارة المحلية "سقارة"، لضمان جاهزيتهم للتعامل مع أي طارئ.

مراجعة مخرات السيول ومنع التعديات

وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن أول خطوة في الاستعداد للسيول هي مراجعة مخرات السيول وأماكن تمركزها والتأكد من عدم وجود أي تعديات عليها، مشددًا على أنه يتم الآن استخدام وحدات المتغيرات المكانية التي ترصد أي مخالفة أو تعدٍ بشكل يومي، ليتم التعامل معه فورًا وإزالته، مؤكدًا أن المحافظة على مخرات السيول أمر حتمي لأنها المسار الطبيعي لتصريف مياه السيول إلى الخزانات أو أحواض التخزين التي تسمح بإعادة استخدام المياه في الري والشرب لاحقًا.

تطوير المصارف الزراعية وشبكات الأمطار

وأضاف الخبير في التنمية المحلية أن المحافظات تراجع أيضًا المصارف الزراعية ومصارف الصرف لأن لها دورًا مهمًا في استيعاب مياه الأمطار، كما باتت المحافظات تمتلك خرائط دقيقة للأماكن المنخفضة المعروفة بـ"البؤر الساخنة" التي تتجمع فيها المياه.

ولفت خبير التنمية المحلية، أنه في بعض المناطق، خاصة التي كانت تعاني تجمعات كبيرة، تم إنشاء خزانات في الجزر الوسطى للطرق لامتصاص مياه الأمطار وإعادة استخدامها فيما بعد.

استعدادات في الأنفاق والمناطق المنخفضة

ولفت فرحات إلى أن المحافظات تعمل قبل بداية موسم الأمطار على تجربة محطات الرفع والشفط في الأنفاق والمناطق المنخفضة، وأماكن تجمع المياه، للتأكد من جاهزيتها، بالإضافة إلى مراجعة السيارات المتنقلة ومحطات الشفط والباجلات، ومعالجة أي نقص في المعدات بالتنسيق بين الأجهزة التنفيذية، مشيرًا إلى أن هناك اجتماعات دورية تُعقد بين جميع الجهات المعنية تحت إشراف المحافظ للتأكد من جاهزية المحافظة بالكامل.

الإسكندرية نموذج للتحسن

وأوضح الدكتور فرحات أن محافظة الإسكندرية تشهد تنفيذ خطة كبرى لمعالجة مشكلات تراكمات المياه على مراحل، مشيرًا إلى أن المناطق التي اكتملت فيها أعمال التطوير أصبحت تمتلك قدرة على استيعاب كميات الأمطار، بينما المناطق التي لم تكتمل بعد قد تشهد بعض المشكلات، ويتم التعامل معها بمعدات شفط وتمركزات ثابتة.

الاستفادة من مياه الأمطار والسيول

وأكد خبير التنمية المحلية، أن الدولة حققت تطورًا كبيرًا في الاستفادة من مياه السيول عبر إنشاء خزانات كبيرة في المحافظات المعرضة للسيول، لافتًا إلى أن هذه المياه تُعاد استخدامها في الشرب والزراعة بعد معالجتها، لافتا إلى أن المحافظات التي تمتلك محطات معالجة ثلاثية تستفيد من مياه الأمطار بشكل كامل، بينما المحافظات التي لا تمتلك هذه المحطات قد تفقد جزءًا من هذه المياه.

التغيرات الطبيعية خارج القدرة البشرية

وتابع: أن كميات الأمطار تختلف من عام لآخر، وأن هناك نوات شديدة قد تتجاوز قدرة الشبكات، كما حدث مؤخرًا في بورسعيد، حيث كانت كمية الأمطار أكبر من طاقة الشبكة على الاستيعاب، وهو أمر يحدث في كل دول العالم وليس في مصر فقط، ومنذ 2015 والدولة تعمل بخطط واضحة واستعدادات أكبر، وهناك تطور كبير بالفعل، لكن بعض النوات الطبيعية الشديدة قد تتجاوز قدرات أي شبكة صرف. ومع ذلك، هناك مشروعات مستمرة لرفع كفاءة الشبكات، وإنشاء خزانات جديدة، وتحسين منظومة التعامل مع السيول والاستفادة من مياهها".

تم نسخ الرابط