تقييمها لا زال أعلى بالسوق المحلي
لماذا تتراجع أسعار الفضة في مصر رغم ارتفاعها بالسوق العالمي؟
سعيد إمبابي: تذبذبات في الأسعار حتى نهاية العام.. وطفرات جديدة مع مطلع 2026
يوسف عيد: سعر جرام الفضة بمصر يزيد 5 جنيهات عن التسعيرة العالمية
رفيق عباسي: الاضطرابات الدولية تنعش سوق المعادن الثمينة
توقع خبراء سوق المعادن الثمينة أن تشهد سعار الفضة طفرات في العام المقبل، مستبعدين أن تشهد الفترة الحالية أية ارتفاعات ملحوظة في الأسعار حتى نهاية العام، مرجعين ذلك إلى اهتمام المستثمرين بجني الأرباح وتقفيل المراكز في هذا التوقيت من كل عام.
وأوضح الخبراء أسباب تراجع أسعار الفضة في مصر الأسبوع الماضي، رغم ارتفاعها بالسوق العالمي، مؤكدين أن تقييم الفضة في السوق المصري لازال أعلى من تقييمها عالميًا.
توقع المهندس سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات، أن تشهد الفترة القادمة ارتفاع أسعار الفضة عالميًا فوق مستوى الـ 50 دولار للأوقية، مؤكدًا أن التماسك أعلى مستوى الـ 50 دولار، وارتفاع السعر المحلي عن السعر العالمي بنحو 5% يعني أن الطلب على الفضة لاازال قائمًا، مما يرجح زيادة الأسعار.
وأضاف أنه يرجح احتمالية استمرار التذبذب السعري في نطاق 2 – 3 جنيهات لجرام الفضة صعودًا أو هبوطًا، ويقابلها تذبذب سعري بقيمة 50 جنيهًا لجرام الذهب، وذلك على المدى القصير.
تقفيل المراكز
وبذلك يستبعد إمبابي حدوث طفرات سعرية على المدي القصير، مبررًا ذلك بأن شهري نوفمبر وديسمبر هما شهران تقفيل مراكز نادرا ما يحدث فيها طفرات. وأوضح أن المستثمر عادةً ما يقوم بتصفية استثماراته وجني أرباحه، بالتزامن مع إجازات نهاية العام..
وأشار إلى أن الأسعار في السوق المحلي للفضة لازالت أعلى من أسعار السوق العالمي بحوالي 5%، فيما تتوافق أسعار الذهب في السوق المحلي والعالمي، موضحًا أن أسعار الفضة كانت تحت مستويات الـ 50 دولار للأوقية في السوق العالمي، ثم تحركت من مستويات 30 – 38 دولار حتى تخطت حاجز الـ 50 دولار، وصولًا إلى 53 دولار، بل كانت على أعتاب تقفيل مستوى 54 دولار.
تقييم الفضة في مصر
وفي تلك الأثناء كانت الفضة في مصر مقيمة بأسعار أعلى من أسعار السوق العالمي بنحو 20%، بحسب إمبابي الذي أكد أنه بناءً على ذلك عندما تتراجع الأسعار في السوق العالمي إلى 50 دولار للأوقية ويقل الطلب، فمن الطبيعي أن يُعاد ظبط السوق، فيعود للمستويات الطبيعية محققًا توازن بين السعر المحلي والعالمي.
وأفاد المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات، بأن تهدئة التوترات بين أمريكا والصين من ناحية، والكيان الصهيوني وغزة من ناحية أخرى، دعمت تراجع أسعار الفضة والذهب في نفس الوقت.
واختتم حديثه: "مع مطلع 2026، نبدأ بوضع مراكز أخرى، اعتمادًا على معطيات عالمية مثل: حجم تخفيض الفائدة المتوقع من قبل "الفيدرالي الامريكي"، وأخبار الحروب، والبيانات الاقتصادية للعام الجديد".

قال عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بمحافظة المنوفية، إن تسعير الفضة في السوق المصري أعلى من قيمة المعدن الأبيض في السوق العالمية، مرجعًا ذلك إلى زيادة الطلب وقلة المعروض من الفضة في السوق المصري، خلال الفترة الماضية.
وكشف أن سعر جرام الفضة عيار 999 من المفترض أن يكون في حدود 76 جنيه، حتى يتماشى مع سعره بالسوق العالمي، أي أن أسعار الفضة تزيد حاليًا بنحو 5 جنيهات عن التسعيرة العالمية، حيث وصل سعرها إلى 81 جنيه حاليًا، وذلك بعد ارتفاع سعر جرام الفضة إلى 100 جنيه خلال الفترة الأخيرة.
تأخير وصول السبائك
وأوضح أن زيادة الطلب على الفضة في الفترة الأخيرة كانت تتسبب في تأخير وصول السبائك عند حجزها لمدة تصل إلى أسبوعين، في حين أنها كانت تصل للمحلات في نفس يوم الحجز قبل ذلك.
وأشار يوسف إلى أن استمرار التراجع قد يصل بالفضة إلى سعرها المتوافق مع سعر الدولار، مؤكدًا أن البيع حاليًا لن يحقق أرباح إلا لمن قام بالشراء منذ 6 – 7 أشهر، أما من اشترى خلال آخر شهرين، فلن يبيع حاليًا.
صعود على المدى الطويل
وعلى المدى الطويل، أكد أن سوق الفضة في صعود مستمر، حتى وإن ارتدت لفترات مؤقتة - نظرًا لأنها عنصر أساسي في جميع الصناعات مثل: السيارات، والتليفونات، والأجهزة الكهربائية، وغيرها.
وتوقع زيادة الطلب على الفضة مرة أخرى مع استمرار ارتفاعها في السوق العالمي بشكل مستمر، رغم أنه من الأفضل أن يتم الشراء بهدف الاستثماار في أوقات الانخفاض لتحقيق مكاسب أكبر وقت الارتفاعات، وفقًا ليوسف.

وأكد المهندس رفيق عباسي، رئيس شعبة الذهب والمصوغات باتحاد الصناعات سابقًا، إن تسعير الفضة محليًا يتم وفقًا لسعرها في البورصة العالمية، بالإضافة إلى سعر الدولار مقابل الجنيه.
وأوضح أن استيراد وتصدير الفضة يتم بدون جمارك، في خلال 24 ساعة، لافتًا إلى أن مكسب التاجر يكون بسيط في حدود 10 صاغ للجرام، لذلك يرتبط التسعير المحلي بالبورصة وسعر الدولار.
البنوك المركزية والحكومات
وتوقع عباسي أن تشهد الفترة القادمة ارتفاع متواصل في أسعار الفضة وجميع المعادن الثمينة، طالما هناك اضطرابات دولية، فأية أزمات سياسية أو اقتصادية، تدفع البنوك المركزية والحكومات للجوء إلى الفضة أو الذهب للحفاظ على أموالها، لأن الأسهم والسندات معرضة للهبوط بسبب توقف المصانع، على سبيل المثال مصنع، فتبيع الأسهم والسندات لتأمين موقفها المالي فيزيد الطلب وترتفع الأسعار عالميًا، ومن ثم محليًا.
سهولة تخزين الذهب
وأوضح أن الطلب على الذهب في مثل تلك الأوقات يكون أعلى، نظرًا لسهولة تخزينه تخزينه، حيث يمكن تخزين كمية بسيطة من الذهب مقابل كمية ضخمة من الفضة بنفس القيمة المالية، بسبب ارتفاع سعر جرام الذهب مقارنةً بجرام الفضة.

الملاذ الآمن
وبحسب تقرير صادر عن "الملاذ الآمن"، تراجعت أسعار الفضة في السوق المحلية بشكل طفيف خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنحو 1.1%، في الوقت الذي واصلت فيه الأوقية عالميًا ارتفاعها بنسبة 2%.
وسجل جرام الفضة عيار 800 من 67.25 إلى 66.5 جنيهًا بالأمس، فيما بلغ سعر عيار 925 نحو 77 جنيهًا، ووصل عيار 999 إلى 83 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة عند 616 جنيه.