أكرم الألفي: التعليم يحرك خريطة المنافسة الانتخابية.. ومدن القناة تخوض معركة
قدم الكاتب الصحفي أكرم الألفي قراءة تحليلية للمشهد في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، موضحا أن نمط التنافس بين المحافظات لا يرتبط فقط بعدد المرشحين أو حجم الكتلة التصويتية، بل يتداخل فيه عامل مهم يؤثر بصورة مباشرة في شكل السباق الانتخابي، وهو مستوى التعليم داخل كل محافظة.
المحافظات الأكثر تعليمًا تشهد منافسات أوسع
وخلال ظهوره في برنامج الصورة مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار، أكد "ألفي" أن المحافظات التي ترتفع فيها نسب التعليم، خصوصا بين خريجي الجامعات، تميل إلى إنتاج مشهد انتخابي أكثر سخونة وتنافسا.
وأوضح أن هذه العلاقة تظهر بوضوح في محافظات بعينها، مشيرا إلى أن بورسعيد نموذج لافت في هذا الاتجاه، حيث وصفها بأنها «أوروبا مصر» من حيث مؤشرات التعليم والتوظيف، وهو ما ينعكس على وعي الناخبين وطبيعة الخيارات السياسية داخل المحافظة.
بورسعيد.. خصوصية سياسية يصعب اختراقها
وأشار "ألفي" إلى أن بورسعيد تمتلك خصوصية ثقافية وسياسية جعلت المشهد الانتخابي فيها مختلفًا على مدار عقود.
وأشار إلى أن المحافظة شكّلت تاريخيًا إحدى قلاع المعارضة المدنية والعلمانية، وهو ما جعل محاولات جماعة الإخوان لاختراقها أمرًا بالغ الصعوبة في فترات طويلة، رغم حضورهم في محافظات أخرى بدرجات متفاوتة.
مدن القناة.. معركة ثقافية رغم محدودية المقاعد
ولفت "ألفي" إلى أن مدن القناة تشكل حالة سياسية فريدة في المرحلة الثانية، فعلى الرغم من أن عدد المقاعد المتاحة لا يتجاوز ستة فقط، إلا أن طبيعة المعركة فيها «ليست رقمية بل ثقافية»، حسب وصفه.
وبيّن أن مدن القناة تحتضن كتلة واسعة من المثقفين والنخب المهنية، ما يجعل المنافسة فيها قائمة على الأفكار والخطاب السياسي قبل أن تكون معركة أصوات.
دمياط.. سباق مكثف في محافظة تميل للمعارضة
وأشار أيضا إلى محافظة دمياط التي وصفها بأنها واحدة من المحافظات المحسوبة على تيار المعارضة، موضحا أن المعركة فيها حاضرة بقوة رغم محدودية عدد المرشحين مقارنة بمحافظات أخرى.
وأكد أن التركيبة السياسية والاجتماعية في دمياط تجعل التنافس فيها شديدا، مستندا إلى حضور قوي لشرائح مهنية وتعليمية واسعة داخل المحافظة.
خريطة انتخابية تصنعها الثقافة قبل الأرقام
وفي الختام شدد الألفي على أن المرحلة الثانية تكشف بوضوح أن التنافس الانتخابي لا تصنعه الأرقام وحدها، بل يلعب المستوى التعليمي والوعي الثقافي دورا جوهريا في تشكيل طبيعة المشهد داخل كل محافظة.
وأضاف أن مدن القناة وبورسعيد ودمياط تقدم نماذج واضحة لكيف يمكن للتعليم والثقافة أن يصنعا انتخابات مختلفة، حتى وإن قلّ عدد المرشحين أو المقاعد.
