السيدات في الصدارة.. مشهد انتخابي يكتب حضورًا ووعيًا في انتخابات النواب
في مشهد وطني لافت يعكس وعي المجتمع وحرصه على المشاركة في صناعة مستقبله، تصدرت السيدات وكبار السن المشهد الانتخابي خلال اليوم الأول من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في عدد من المحافظات، أبرزها القاهرة، القليوبية، دمياط وشمال سيناء، حيث ظهرت طوابير ممتدة من النساء والفتيات أمام اللجان منذ الساعات الأولى للصباح.
في شبرا الخيمة توافدت سيدات وفتيات من مختلف الأعمار، وسط حضور لافت لكبار السن الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم رغم ظروفهم الصحية، حيث ظهرت بعضهن يحملن العكازات والمشايات في مشهد يبعث برسالة واضحة مفادها أن المشاركة ليست مجرد واجب، بل مسؤولية وطنية لا تسقط بالتقدم في العمر.
وفي حدائق القبة، تقدمت السيدات صفوف الناخبين في مشهد حضاري يعكس دور المرأة المتجذر في الحياة السياسية المصرية. وظهرت لجان المنطقة وهي تشهد إقبالًا متزايدًا مع ساعات الصباح الأولى، قبل أن تتواصل الحركة الانتخابية حتى موعد غلق اللجان لحصول العاملين عليها على ساعة الراحة المقررة، ثم استئناف التصويت حتى نهاية اليوم الأول.
أما في محافظة دمياط، فجاءت المشاركة النسائية بارزة عبر مختلف المدن والمراكز، من الزرقا إلى عزبة البرج وكفر سعد، حيث تجمعت الناخبات أمام اللجان للإدلاء بأصواتهن وسط تنظيم جيد وتيسيرات كبيرة من الجهات المختصة لضمان سير العملية الانتخابية بسهولة.
وفي شمال سيناء، كان المشهد أكثر دلالة، حيث تزاحمت النساء والفتيات أمام لجان الاقتراع، خاصة بمدرسة الخربة الابتدائية، في صورة تؤكد أن مشاركة المرأة السيناوية باتت عنصرًا رئيسيًا في الحياة العامة، وأنها جزء أصيل من مشهد الاستحقاقات الوطنية، رغم طبيعة الظروف الخاصة بالمحافظة.
وتأتي هذه المشاركة النسائية الواسعة في إطار انتخابات المرحلة الثانية التي تُجرى على مدار يومي 24 و25 نوفمبر داخل 13 محافظة، يتنافس فيها 1316 مرشحًا بالنظام الفردي، إلى جانب القوائم بقطاعي القاهرة والدلتا. وكانت عملية التصويت في الخارج قد أُجريت يومي 21 و22 نوفمبر عبر 139 سفارة وقنصلية في 117 دولة حول العالم.
هذه الصور التي امتلأت بها اللجان الانتخابية في المحافظات المختلفة قدمت رسالة قوية عن دور المرأة المصرية، وقدرتها على تصدر المشهد في اللحظات الفارقة من تاريخ الدولة. فطوابير السيدات لم تكن مجرد حضور عددي، بل كانت تجسيدًا لإيمانهن بدورهن المحوري في تعزيز الاستقرار ودعم الدولة، ومشاركة فعالة في صياغة مستقبل البرلمان المقبل.
وهكذا، تؤكد عظيمات مصر أنهن الصوت الأصدق في معادلة الوعي، وأن حضورهن في الانتخابات ليس حدثًا عابرًا، بل ثقافة راسخة تزداد رسوخًا مع كل استحقاق انتخابي جديد.