خبير نظم انتخابية: ما يحدث في مصر طبيعي ويحدث في كل ديمقراطيات العالم

قال الدكتور عمرو هلالي، خبير النظم الانتخابية، إن ما تشهده العملية الانتخابية في مصر من تنافس حاد أو بعض التجاوزات ليس أمرًا استثنائيًا، بل هو جزء أصيل من طبيعة الانتخابات في العالم كله، موضحًا أن “سلوك الانتخابات” يختلف جذريًا عن الاستفتاءات، حيث تقوم الانتخابات على المنافسة، والمنافسة بطبيعتها تتضمن شدًا وجذبًا وارتفاعًا في مستوى الحماس، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وهو ما قد ينتج عنه أخطاء تخضع بطبيعتها لسلطة القانون.

 صرامة تطبيق القانون

وأشار "هلالي"، خلال لقائه عبر قناة الحياة، إلى أن الجديد في هذه الدورة الانتخابية هو صرامة تطبيق القانون، منوهًا إلى أن القانون موجود دائمًا، لكن ربما لم يُطبق في الماضي بهذا القدر من الحزم”، موضحًا أن حالة الاحتقان والمطالبات الشعبية فرضت ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة للحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية.

المشكلات الانتخابية ليست ظاهرة مصرية

وأوضح "هلالي" أن ذاكرة البعض “قصيرة للغاية”، مؤكدًا أن مصر شهدت عبر تاريخها حلولًا متكررة للبرلمان بأحكام قضائية، كما أن الدول الديمقراطية الكبرى مثل الولايات المتحدة تواجه مشكلات مماثلة، مستشهدًا بأحداث اقتحام الكونجرس في انتخابات ترامب قبل الماضية، وبأزمات إعادة فرز الأصوات في إحدى الولايات التي استمرت لأكثر من شهر، والاتهامات بالتدخل الإلكتروني الأجنبي، مضيفًا: “إذن الصراع والأزمات الانتخابية ليست أمرًا غريبًا ولا استثنائيًا”.

الرئيس مارس دوره الدستوري كـ “حَكَم بين السلطات”

وتعليقًا على البيان الرئاسي الأخير، وصفه هلالي بأنه “بيان تاريخي، أشبه بزِلزال له توابع”، موضحًا أن الرئيس، بصفته حَكَمًا بين السلطات، رصد وجود اختراقات لا تُبطل العملية الانتخابية لكنها “تشوبها” وتؤثر على إجراءاتها.

وأشار إلى أن الرئيس لم يتدخل بقرار مباشر كما كان يحدث سابقًا، بل احترم مبدأ الفصل بين السلطات، وطلب من الهيئة الوطنية للانتخابات أن “تراعي الله” في اتخاذ ما تراه مناسبًا من تدابير لإعادة الحقوق لأصحابها وضمان وصول صوت المصريين بشكل نظيف.

مشهد انتخابي مختلف في المرحلة الحالية

وأكد "هلالي" أن أثر هذه التوجيهات بات واضحًا في الصور المنقولة من لجان الاقتراع، حيث نرى عملية انتخابية مختلفة تمامًا من حيث الانضباط وغياب الشعارات الحزبية داخل المشهد، مقارنة بالمرحلة السابقة، مضيفًا: “حتى وإن كان وجود الشعارات أمرًا معتادًا عالميًا، فإن ما نشهده اليوم يعكس تطورًا حقيقيًا في إدارة العملية الانتخابية”.