بعد رحيل ماسك.. اختفاء مشروع إدارة كفاءة ترامب قبل انتهاء تفويضها
لم يعد لإدارة الكفاءة الحكومية الأمريكية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوصفها إحدى ركائز وعده بخفض حجم الحكومة وترشيد الإنفاق، أي وجود فعلي رغم تبقي ثمانية أشهر على انتهاء فترة تفويضها بعد رحيل المليادير إيلون ماسك.
ومع اختفاء هذه الإدارة، يتم طي صفحة مبادرة روج لها ترامب بضجيج كبير، بينما يرى منتقدوها أنها لم تحقق وفورات ملموسة.
وكشف سكوت كوبور، مدير مكتب شؤون الموظفين، في تصريحات لوكالة رويترز هذا الشهر، أن الإدارة لم تعد موجودة، موضحًا أنها لم تعد تمثل "كيانًا محوريًا" داخل الجهاز التنفيذي.
وتعد هذه أول اعتراف علني من مسؤول في إدارة ترامب عن انتهاء عمل الإدارة التي كان يشرف عليها الملياردير إيلون ماسك قبل خلافه مع ترامب ورحيله من واشنطن في مايو الماضي.

إدارة كفاءة ترامب.. مبادرة بدأت بقوة ثم تلاشت فجأة
تأسست إدارة الكفاءة الحكومية في يناير الماضي، وقادت في الأشهر الأولى من الولاية الثانية لترامب حملات واسعة لخفض أعداد موظفي الوكالات الاتحادية، وتقليص ميزانياتها، أو إعادة توجيه مهامها بما يتفق مع أولويات ترامب.
ويتناقض اختفاء هذه الإدارة بشكل لافت مع الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة للترويج لها، حيث تحدث ترامب ومستشاروه ووزراء إدارته عنها مرارًا على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين إياها ذراعًا أساسية لإعادة هيكلة الدولة.
ادعاءات بتوفير "عشرات المليارات"
كانت الإدارة قد أعلنت أنها خفضت عشرات المليارات من الدولارات من النفقات الحكومية، لكن خبراء ماليين خارج الحكومة أكدوا تعذر التحقق من هذه الأرقام لعدم نشر الإدارة أي حسابات مفصلة.
وقالت ليز هيوستن، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في رد مكتوب:"الرئيس ترامب منح تفويضًا واضحًا للحد من الهدر والاحتيال وإساءة استخدام الموارد على مستوى الحكومة الاتحادية، وهو يواصل تنفيذ هذا الالتزام بجدية".

مؤشرات مبكرة على النهاية
ورغم عدم اعتراف مسؤولي إدارة ترامب علنًا بانتهاء عمل الإدارة، فإن مؤشرات عديدة بدأت بالظهور منذ الصيف الماضي، خاصة بعد الخلاف بين ترامب وماسك، ويأتي هذا رغم أمر تنفيذي وقّعه ترامب سابقًا يمدد تفويض الإدارة حتى يوليو 2026.
وظهر التحول في خطاب ترامب الذي بدأ يشير إلى الإدارة بصيغة الماضي، رغم أنها كانت تُعد مشروعًا محوريًا في خطته لإعادة تشكيل الحكومة باستخدام الذكاء الاصطناعي وإلغاء عدد كبير من اللوائح وإحداث تغييرات واسعة في الجهاز البيروقراطي.

مشروع ماسك لإعادة الهيكلة
كان ماسك قد أعلن بعد انتخاب ترامب أنه حصل على تفويض "لإلغاء" العديد من القواعد التنظيمية، واعتماد الذكاء الاصطناعي في إعادة هيكلة الدولة، إلى جانب إلغاء عدد من الوظائف الحكومية.
كما دعم ترامب منذ بداية ولايته الثانية سياسة وقف التعيينات الحكومية باستثناء وظائف ترتبط بالهجرة والأمن العام، ومع اختفاء إدارة الكفاءة الحكومية، يبدو أن واحدًا من أبرز مشاريع ترامب الإصلاحية قد انتهى قبل أن يكتمل، تاركًا خلفه أسئلة حول جدواه، وحجم تأثيره الفعلي، والبدائل التي سيلجأ إليها البيت الأبيض لتحقيق أهدافه.



