نهاية أسطورة الزئبق الأحمر الوهمي.. سقوط أخطر عصابة نصب بالمنيا
في واحدة من القضايا المعقدة التي تجمع بين النصب وانتحال الصفة والاتجار الوهمي بالمواد المرتبطة بخرافات التنقيب عن الآثار، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا من كشف ملابسات واقعة احتيال كبيرة تورط فيها عدة أشخاص، ونجحت في إسقاط عصابة كاملة كانت تتخذ من بيع مادة كيميائية وسيلة لخداع المواطنين وإيهامهم بأنها مادة أثرية ذات قيمة عالية.
عصابة الزئبق الأحمر الوهمي
وتعود التفاصيل إلى تلقي مركز شرطة ملوى بلاغًا من أحد المواطنين "عامل – مقيم بدائرة المركز"، يفيد بتعرضه لواقعة سرقة غريبة، حيث حضر إلى منزله أربعة أشخاص يستقلون سيارة، وانتحلوا صفة رجال شرطة، ليتمكنوا من سرقة 175 كيلوجرامًا من مادة كبريتيد الزئبق كانت داخل منزله ومعبأة داخل أجولة.
وخلال مناقشته، ذكر المبلغ أنه حصل على هذه المادة من شخصين آخرين بغرض بيعها، ليتضح لاحقًا أن المادة ليست ذات قيمة أثرية كما ادّعى، بل تستخدم كوسيلة للنصب على راغبي شراء ما يعرف بالزئبق الأحمر، الذي يعتقد البعض خطأً أنه ذو قيمة كبيرة ويمكن استخدامه في أغراض التنقيب غير المشروع عن الآثار.
وعلى الفور تم ضبط الشخصين اللذين أمدا المُبلغ بالمادة، واعترفا بأنهما يستخدمانها للاحتيال على المواطنين بعد إقناعهم بأنها مادة أثرية ثمينة كما اعترفا بأن المُبلغ نفسه شريك معهم في هذا النشاط الإجرامي، وتم ضبطه.
وبتكثيف الجهود، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد وضبط مرتكبي واقعة السرقة، وهم أربعة أشخاص، لأحدهم معلومات جنائية، وعُثر بحوزتهم على بندقية آلية وفرد خرطوش والسيارة المستخدمة في تنفيذ الجريمة. واعترفوا بأنهم ارتكبوا الواقعة بهدف الاستيلاء على المادة لاستخدامها في عمليات النصب ذاتها.
وبإرشادهم، تم ضبط باقي كميات المادة الكيميائية، ليكتمل بذلك إسقاط التشكيل الإجرامي بكافة عناصره.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لتؤكد وزارة الداخلية استمرارها في التصدي لجرائم النصب المرتبطة بخرافات الآثار، وحماية المواطنين من الوقوع ضحايا لهذه الأساليب الاحتيالية.



