عاجل

بعد التراجع الكبير.. تحسّن تدريجي في الأسواق العالمية لدار "بربري"

علامة بربري
علامة بربري

تسجّل دار «بربري» البريطانية مرحلة تعافٍ تدريجي خلال النصف الأول من سنتها المالية، رغم تراجع الإيرادات بنسبة 5% بأسعار الصرف المعلنة و 3% على أساس ثابت إلى نحو 1.39 مليار دولار.

ورغم أنّ النتائج جاءت وفق توقّعات السوق، فإنّ الزخم الواضح في الربع الثاني أعاد جزءاً من الثقة إلى المستثمرين، ما رفع السهم بأكثر من 4% عند صدور النتائج قبل أن يستقرّ عند نمو طفيف بلغ 0.5%.

ويشير هذا التحسّن المدعوم باستراتيجية واضحة يقودها الرئيس التنفيذي جوشوا شلمان، إلى أن العلامة بدأت تستعيد موقعها في سوق الرفاهية العالمية.

تحسّن تدريجي في الأسواق العالمية

شهدت المبيعات المماثلة نمواً في معظم المناطق، إذ ارتفعت في مناطق أوروبا والشرق الأوسط والهند وأفريقيا بنسبة 1%، فيما زادت مبيعات الأميركيتين بنسبة 3%. أما الصين الكبرى، التي شكلت تحدياً في السابق، فتقلصت تراجعاتها إلى 1% في النصف الأول، ثم عادت إلى النمو في الربع الثاني بنسبة 3%.

ويؤكد شلمان أن العملاء الصينيين التقليديين عادوا إلى الشراء، إلى جانب تفاعل جيل زي مع «الجوهر البريطاني» للعلامة. ويرى أن هذا الجيل «يميل إلى الأصالة» أكثر من الصيحات السريعة، وهو ما يعزّز الثقة في توجهات بيربري الحالية.

وفي آسيا والمحيط الهادئ، انخفضت المبيعات 2% قبل أن تستقر في الربع الثاني، بينما شهدت اليابان عودة إيجابية مع نمو بلغت نسبته 2% في الربع الثاني بعد تراجع أولي بنسبة 5%.

حملة الميلاد عزّزت الحضور العالمي

من العناصر المؤثّرة في رفع الزخم التسويقي لـ«بربري» هذا العام حملة الأعياد Twas The Knight Before، المستوحاة من القصيدة الكلاسيكية Twas the Night Before Christmas.

قدّمت الحملة سرداً بصرياً بريطانياً معاصراً بمزاج سينمائي، من إخراج دون مادن، وشاركت فيها كلّ من ناعومي كامبل وروزي هنتنغتون-وايتلي وجينفير سندرز وغيرهنّ من النجمات والنجوم من مجالات مختلفة.

قدّمت الدار في الإعلان تصاميم أيقونية تمجّد إرثها الثمين، من أوشحة ومعاطف «ترنش» وتصاميم شتوية أخرى، وركّزت على المزج بين الحداثة والعراقة البريطانية.

وبالنسبة إلى المحللين، أسهمت الحملة في إعادة توجيه الانتباه نحو هوية «بربري» الأساسية، ودعمت جهود بناء علامة أكثر اتساقاً عالمياً.

عودة الثقة إلى رؤية دانيال لي

على مستوى المنتجات، حقّقت الدار نجاحات لافتة. 

فقد تصدّر حذاء Cavalier، بسعر 2021 دولاراً أميركياً، المبيعات رغم غياب العلامة الظاهرة على تصميمه، ما أكد قدرة «بربري» على اقتحام فئات جديدة بلمسة بريطانية صافية.

يعمل المدير الإبداعي دانيال لي على تحويل الإطلالات اللافتة من عروض الأزياء إلى منتجات جاهزة للبيع، مثل ترنش نعومي كامبل المميز بألوان البرغندي، أو معطف الجلد لربيع 2026 الذي أعيد تصميمه بنسخة خفيفة من الغبردين. وأسهم هذا النهج في تحقيق نمو بنسبة 2% في أزياء النساء خلال النصف الأول من العام.

إعادة هيكلة داخلية ودفع نحو الإبداع

قدمت «بربري» دفعة إضافية لوتيرة العمل عبر جمع كامل فرقها في مبنى Horseferry House بعد سنوات من التشتت، ما عزز التعاون بين الأقسام، وأعاد صالة العرض في لندن إلى مكانة محورية لفرق البيع العالمية. ويقول شلمان إن هذا التغيير «خلق بيئة تدعم الإبداع والسرعة» وإن التزام العلامة بالحمض النووي البريطاني بدأ ينعكس في النتائج.

مؤشّرات مالية أكثر استقراراً

رغم استمرار الخسائر، إلا أنّ الأرقام في الدار تشير إلى تحسّن ملحوظ. بمعنى آخر، تقلّصت الخسارة التشغيلية إلى حوالي 23 مليون دولار أميركي مقارنة بنحو 70 مليوناً في الفترة المقارنة، فيما سجّلت الشركة أرباحاً تشغيلية معدلة بقيمة 25 مليون دولار بعد أن كانت خاسرة بـ54 مليوناً. كما تراجعت الخسائر قبل الضريبة من 105 مليوناً إلى 63 مليوناً، رغم تحمل الدار تكاليف إعادة هيكلة قدرها نحو 49 مليون دولار.

وتتوقّع الإدارة نمواً إضافياً في النصف الثاني، مع تحسن الطلب في الأسواق الرئيسية وتوسع نطاق الحملات الإبداعية.

تقدم نتائج «بربري» صورة لعلامة تتحرّك بثبات نحو التعافي، مستفيدة من عودة النمو في الصين والولايات المتحدة الأميركية، واستراتيجية إبداعية أكثر وضوحاً، وحملات عالمية ناجحة. ورغم استمرار الحذر في السوق، فإن مؤشرات الربع الثاني تمنح العلامة فرصة حقيقية لاستعادة قوتها في عام 2026.

تم نسخ الرابط