خبير مناخ: العالم يدخل مرحلة حرجة والوقت يضيق للحفاظ على ارتفاع الحرارة
حذّر خبير التغيرات المناخية الدكتور محمد الطواحة من أن العالم يمر حاليًا بمرحلة شديدة الحساسية في ملف المناخ، مؤكدًا أنّ الفرصة ما تزال قائمة نظريًا لإبقاء الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية، لكن ذلك يتطلب خفضًا للانبعاثات بوتيرة أسرع بكثير مما هو قائم.
وأوضح الطواحة، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ قمة المناخ COP30 التي اختُتمت في البرازيل شهدت فشلًا بارزًا في الاتفاق على ملف خفض استخدام الوقود الأحفوري، رغم موافقة 80 دولة، بسبب رفض أوروبي نابع من تجاهل هذا البند الحاسم، ما يفتح الباب أمام «سيناريوهات خطيرة» إذا لم يتم تجنبها سريعًا.
التزامات غير كافية وتنفيذ أبطأ من المطلوب
وأكد الخبير أن الالتزامات الوطنية الحالية غير كافية من حيث الطموح أو سرعة التنفيذ، مشيرًا إلى وجود فجوة كبيرة بين ما تعهدت به الدول وما يجري تطبيقه فعليًا، خصوصًا في قطاعات: «الطاقة، والنقل، والصناعة، والزراعة»، قائلا إن تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة ما يزال أقل بكثير من المطلوب، رغم قدرة الدول على المضي بوتيرة أسرع.
العالم الثالث: تضرّر دون أن يساهم
وأشار «الطواحة» إلى أن دول العالم النامي «ظلمت تاريخيًا وحديثًا»، إذ لم تسهم في الأزمة المناخية لكنها تتحمل تبعاتها، مطالبًا الدول الصناعية بتطبيق التزاماتها بشكل أخلاقي يأخذ في الاعتبار حاجات الشعوب المتضررة، مبينا أن من أبرز المؤشرات المبكرة لاختلال النظام المناخي هو موت الشعاب المرجانية، التي تتأثر سريعًا بارتفاع حرارة البحار وتحمضها.
انهيار أجزاء من السلاسل الغذائية
وأضاف أن تدهور الشعاب يهدد بانهيار أجزاء من السلاسل الغذائية البحرية، مع اضطرابات في: «مستويات الأكسجين في البحار، والتيارات البحرية، وقدرة المحيطات على امتصاص الكربون، بافضافة إلى ذوبان الجليد الذي يغير خرائط الكوكب»، محذرا من تسارع ذوبان الجليد في القطبين، مشيرًا إلى أن الخرائط البحرية والجليدية بدأت تتغير فعليًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يمهّد لاضطرابات أكبر في المناخ العالمي.
وفي سياق أخر، كشف جريج بولي، رئيس فريق المناخ في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن التحديات التي تواجه عمل منظمات الأمم المتحدة الإنسانية فيما يتعلق بحالات الطوارئ ويتعلق بالأزمات الإنسانية الناتجة من تغير المناخ.