عاجل

ورش رشيد بالبحيرة تنافس سوق التصنيع البحري في صناعة السفن الحديدية

ورش رشيد الحديدية..
ورش رشيد الحديدية.. صناعة السفن التي تعبر النيل والبحار من ق

في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، وعلى ضفاف نهر النيل الخالد، تقف ورش صناعة السفن الحديدية شاهدة على تاريخ طويل من الإبداع والمهارة التي ورثها الأهالي جيلًا بعد جيل.

ورغم التطور التكنولوجي في مجال صناعة السفن عالميًا، ما زال أبناء رشيد يحافظون على هذه الحرفة الأصيلة التي تُعد جزءًا من هوية المدينة البحرية، وركنًا أساسيًا في اقتصادها المحلي.

تشتهر رشيد بصناعة السفن من الحديد والصاج، وهي صناعة تحتاج إلى خبرة ودقة فنية عالية، نظرًا لطبيعة المواد المستخدمة وحجم السفن التي يتم تصنيعها.

تبدأ الرحلة داخل الورشة باختيار خامات الحديد المناسبة، ثم تأتي مرحلة تشكيل الهياكل عبر عمليات القص والتسوية واللحام، والتي يقوم بها عمال مهرة اكتسبوا خبرتهم من سنوات طويلة في هذا المجال.

وتُقسم مراحل صناعة السفينة إلى تصميم الهيكل، تثبيت القوائم، تركيب الألواح الحديدية، مرورًا بمرحلة اللحام النهائي، وصولًا إلى مرحلة التجهيز والتشطيب ووضع المحركات.

وتتمتع الورش الرشيدية بقدرتها على إنتاج أنواع متعددة من السفن، مثل سفن النقل النهري، سفن الصيد، القاطرات، والوحدات السياحية التي تُستخدم في رحلات النيل، وتتراوح أطوال بعض السفن التي تُصنع في رشيد بين 10 أمتار وتصل إلى أكثر من 50 مترًا في بعض الأحيان، ما يجعلها منافسة قوية في سوق التصنيع البحري على مستوى الدلتا.

ويُعد الأستاذ محمد المعداوي أحد أشهر صناع السفن الحديدية في رشيد، حيث يمتلك ورشة تطل مباشرة على نهر النيل، مما يجعل عملية إنزال السفن بعد الانتهاء من تصنيعها تتم بسهولة ويسر.

ويقول المعداوي إن صناعة السفن لم تعد مجرد حرفة، بل أصبحت مسؤولية كبيرة تتطلب التزامًا بمعايير الأمان والجودة، خاصة مع الطلب المتزايد على السفن الحديدية لما تتميز به من قوة تحمل وعمر افتراضي طويل مقارنة بالسفن الخشبية التقليدية.

ورغم التحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل ارتفاع أسعار خام الحديد وتكاليف التشغيل، فإن ورش رشيد ما تزال صامدة، مدعومة بخبرة أهلها وإصرارهم على الحفاظ على هذه الصناعة التراثية.

وتُعد صناعة السفن في رشيد أحد أهم المقومات الاقتصادية التي تميز محافظة البحيرة، حيث تجذب العديد من التجار والمستثمرين الراغبين في تصنيع سفنهم داخل هذه الورش نظرًا لانخفاض التكلفة مقارنة بالورش الكبرى في المحافظات الأخرى، مع الحفاظ على أعلى مستويات الجودة.

وتظل رشيد، بما تحمله من تاريخ بحري عريق، نموذجًا مشرفًا للصناعات الثقيلة المحلية التي يبدع فيها أبناء البحيرة، لتستمر السفن الحديدية الخارجة من ورشها في الإبحار عبر النيل والبحار، حاملة معها بصمة الصانع الرشيدي ومهارته المتوارثة.

ورش رشيد بالبحيرة

تم نسخ الرابط