قصر ثقافة بنها بالقليوبية..حلم ثقافي متعثر ونداءات متجددة لإنهاء مشروع التطوير
المشهد مؤلم للحالمون بعودة النور لأكبر واهم المعاقل الثقافية في القليوبية والذى افتتح في عيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فلا يزال مشروع تطوير قصر ثقافة بنها مثارا للتساؤلات و للجدل والاستياء بين المثقفين والشعراء والأدباء في محافظة القليوبية بعدما توقفت الأعمال الإنشائية لفترات طويلة رغم الإعلان عن تخصيص ميزانية للتطوير وزيارة وزير الثقافة للموقع العام الماضي.
حلم ثقافي متعثر ونداءات متجددة لإنهاء مشروع التطوير
فوزارة الثقافة كانت قد أعلنت عن بدء أعمال التطوير للقصر بتكلفة تقديرية تجاوزت 40 مليون جنيه وذلك بهدف تحويله إلى مركز ثقافي متكامل يضم مسرحا وقاعات عرض وفنونا ثقافية وأدبية وفنية واجتماعية متعددة ليكون قصر ثقافة بنها بمثابة منارة ثقافية تخدم أبناء مدينة بنها والمحافظة بأكملها.
ورغم هذه الوعود فوجئ جمهور الأدباء والمثقفين والشعراء وأبناء مدينة بنها بتوقف الأعمال وغياب المعدات والعمال لفترات طويلة دون وجود بيان رسمي وأضح أو أى إعلان يحدد أسباب التعطل للأعمال أو نشر الجدول الزمني الجديد لاستكمال المشروع.
من جانبهم عبر المثقفون والأدباء في بنها عن حزنهم وغضبهم من استمرار حالة الجمود والتوقف النشاطات المبنى مؤكدين أن القصر يمثل حقًا ثقافيا وليس مجرد مبنى حكومي يمكن تأجيله أو عليه بتل السهولة.
وأشاروا إلى أن تعطل المشروع يحرم الشباب من منصة للإبداع والندوات الشعرية والأمسيات الفنية والغنائية والمسرحية ويفقد المدينة جزءًا من هويتها الثقافية التى كانت تميزها.
كما ناشدوا وزارة الثقافة ومحافظة القليوبية التدخل العاجل لحل المعوقات الفنية والإدارية التي عطلت أعمال التنفيذ وتفعيل رقابة ميدانية دورية لمتابعة نسب الإنجاز الفعلية.
وكان قد شهد الموقع الخاص بقصر ثقافة بنها عدة زيارات لمسئولين من المحافظة والهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الشهور الماضية أكدوا خلالها أن التأخير يعود إلى بعض الإجراءات الفنية والهندسية التي تتطلب إعادة مراجعة بالإضافة إلى متطلبات خاصة بتجهيزات المسرح وأنظمة العرض الحديثة.
كما تم الحديث عن إعداد خطة زمنية جديدة لاستكمال أعمال المشروع إلا أن هذه الوعود لم تترجم حتى الآن إلى تقدم حقيقي على أرض الواقع.
وكشفت ملاحظات عددا من المثقفين ومن خلال المتابعة الميدانية وتصريحات الجهات المعنية انه يمكن تلخيص أبرز أسباب توقف المشروع في التعقيدات الهندسية والفنية المرتبطة بتأمين مباني المسرح وتجهيزات الإضاءة والصوت.
وتأخّر إجراءات التوريدات الخاصة بالأجهزة والمعدات الفنية والبطء في الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمقاولين والاعتمادات المالية وكذلك التنفيذ غير المستقر بسبب انتقال المشروع بين أكثر من لجنة متابعة.
وطالب المثقفون بوضع جدول زمني واضح ومعلن لاستكمال الإنشاءات مع إعلان تحديث دوري للجمهور حول نسب التنفيذ وتعيين لجنة رقابية تضم ممثلين عن المجتمع الثقافي لوضع حد لحالة الغموض الحالية.
واكد عددا من المعنيين بالشأن الثقافي بالقليوبية انه سيظل قصر ثقافة بنها مشروعا حيويا وركيزة أساسية للحياة الثقافية في المحافظة واستمرار توقفه يعد خسارة لآلاف المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي بمحافظة القليوبية وخاصة مع تكرار الوعود الرسمية بات المطلوب الآن تنفيذ خطوات عملية واضحة تعيد الحياة إلى المشروع وتحقق حلم أبناء بنها في افتتاح منارة ثقافية طال انتظارها واصبح مشهد إغلاق قصر ثقافة بنها مؤرقا ومؤلما للجميع.
