عمرها أكثر من 300 عام.. شوف حكاية حارة العطارين بالمنيا لبيع أقدم أنواع العطار
تقودك الروائح قبل الخطوات نحو عالم آخر يشبه صفحات التاريخ المفتوحة هنا، في قلب حي الحبشي العريق بمدينة المنيا، حارة العطارين تتداخل روائح الأعشاب والبهارات مع صوت الباعة وحركة الزائرين، لتروي كل زاوية حكاية عمرها أكثر من ثلاثة قرون، ليست مجرد حارة تجارية، بل مشهد أصيل يعيد إلى الأذهان روح خان الخليلي وسحر شوارع الأقصر التراثية، حيث يجتمع الماضي والحاضر في مساحة ضيقة نابضة بالحياة.
قلب تجاري نابض منذ ثلاثة قرون
تُعد حارة العطارين واحدة من أقدم وأشهر الحارات التجارية في محافظة المنيا، وتضم عشرات المحال التي تعرض كل ما يمكن أن يحتاجه الزائر: العطارة، الأقمشة، الأثاث، الموبيليا، الحدايد، البويات، الخردوات، الملابس، الأدوات المكتبية وغيرها، ومع تنوع السلع وانخفاض أسعارها مقارنة بمحال الشوارع الأخرى، تستقبل الحارة يوميًا مواطنين من جميع مراكز المحافظة، سواء للتسوق بالجملة أو القطاعي.
أسرة الزرازيري الجيل السابع يحافظ على سرّ المهنة
يقول فاروق الزرازيري، صاحب أشهر محال العطارة في الحارة، إن اسم الحارة ارتبط بجده الأكبر، مؤسس أول متجر قبل أكثر من 300 عام، ويضيف أن الجد كان مقصودًا من الأهالي بوصفاته الشهيرة، قبل أن يطور الأبناء والأحفاد المهنة حتى أصبحت تعرف بين كثيرين بـ"أكاديمية العطارة"، ما جذب حولها تجارًا آخرين وشكّل نواة الحارة الحالية.
تنوع يرضي جميع الأذواق وجمهور يأتي للاسم قبل البضاعة
ويشير الزرازيري لـ نيوز رووم، إلى أن العطارة تغيرت كثيرًا عبر السنين؛ فقد تنوعت الأصناف وازداد الإقبال على أنواع جديدة من الياميش والعصائر والبهارات، ليجد كل زائر ما يناسب احتياجاته، كما يؤكد أن كثيرين يأتون خصيصًا للحارة ثقةً في جودة المنتجات وخبرة عائلة الزرازيري الممتدة.
ويشرح العم مجدي أثناء حديثة لـ نيوز رووم، أحد تجار الحارة القدامى، أن شارع العطارين يعد من أهم الشوارع التجارية بالمنيا لوفرة السلع وانخفاض أسعارها، بينما يوضح العم مجدي، أن الحارة، المعروفة أيضًا باسم "حارة الزرازيري"، أصبحت قبلة للسائحين الذين يتجولون بين محلاتها الضيقة والمتشابكة، بحثًا عن عبق الماضي وكنوز العطارة القديمة.
