باحث: يونس مخيون يهاجم التصوف بطرح غير علمي وبتسييس للدين|خاص
أكد الباحث الصوفي مصطفى زايد إن التصريحات التي أطلقها الدكتور يونس مخيون، الرئيس السابق لحزب النور وعضو مجلس الدعوة السلفية، عبر صفحته على فيسبوك بشكل متكرر ، تمثل «هجمة غير علمية» على التصوف وعلى مولد السيد البدوي، وتعكس بحسب قوله «قراءة قاصرة للتاريخ وجهلًا بطبيعة الموروث الروحي الإسلامي».
تعزيز الصلة بالله
وأوضح مصطفى زايد في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، أن استنكار مخيون للاحتفال بالمولد واتهامه للمشاركين في الفعاليات الصوفية بأنهم يخالفون العقيدة الصحيحة، «يتجاهل حقيقة أن هذه المظاهر تعبير عن التقرب إلى الله بطرق مشروعة ورثها المسلمون عبر القرون». وأضاف أن الهدف الأصيل للمولد «هو الذكر وتعزيز الصلة بالله»، معتبرا أن تحويل الأمر إلى قضية عقدية «لا يستند إلى دليل شرعي أو علمي معتبر».
لا يحمل أي صفة دينية رسمية
وأشار الباحث الصوفي إلى أن يونس مخيون «لا يحمل أي صفة دينية رسمية تخوله إصدار أحكام شرعية»، لافتًا إلى أن الفتوى في مصر «اختصاص حصري لدار الإفتاء المصرية ذات المرجعية العلمية والشرعية المتكاملة في الفقه وأصول الدين.
سد منيع أمام محاولات التفكيك والاختراق الثقافي
وفي رده على اتهام مخيون للصوفية بأنهم كانوا أداة للغرب في مشروع "التغريب"، قال زايد إن هذا الادعاء «اختزال تاريخي فادح»، مؤكدا أن الصوفية شكلوا عبر التاريخ سدا منيعًا أمام محاولات التفكيك والاختراق الثقافي ، وأن مساهماتهم العلمية والروحية «كانت حاسمة في الحفاظ على هوية الأمة ووحدتها».
وأضاف أن ربط الصوفية بمخططات سياسية في عهد محمد علي «لا يمت للحقائق التاريخية بصلة، ويحوّل تراثًا روحانيًا ثريًا إلى مادة سجالية مبتسرة».
الخلط والتحايل
وتوقف “زايد” عند البعد السياسي في تصريحات مخيون، مشيرا إلى أن كونه رئيسا سابقا لحزب سياسي وعضوًا في الدعوة السلفية «لا يعطيه حق إصدار أحكام عقائدية أو تقييم مناهج روحانية راسخة, مضيفا أن مزج السياسة بالدين «يشوّه الدين ويحوله إلى أداة صراع، مذكرًا بأن القوانين المصرية تحظر توظيف الخطاب الديني لتحقيق مكاسب سياسية، وأن بعض الكيانات السلفية قدمت نموذجًا واضحا لهذا الخلط والتحايل.
كما استشهد مصطفى زايد بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «واشنطن بوست» في 22 مارس 2018، التي انتقد فيها الفكر الوهابي، معتبرا أن هذه التصريحات «تكشف محدودية المنهج الأحادي الذي يحاول البعض فرضه على التراث الإسلامي, موضحا أن هجوم مخيون على التصوف يندرج ضمن مشروع أيديولوجي لا علاقة له بالنقد الشرعي، بقدر ما يرتبط بحسابات فكرية وسياسية ضيقة.
وأكد الباحث مصطفى زايد أن «التصوف مدرسة روحية أصيلة في صميم الإسلام، وأن محاولات تشويهه «محاولة لطمس جانب من أهم جوانب التجربة الدينية للأمة». وشدد على أن الرد على تصريحات مخيون «يجب أن يكون علميًا وموثقا بالتاريخ والشرع، معلنا عزمه تفنيد باقي الفيديوهات التي نشرها مخيون ضمن هذه السلسلة، وتقديم رد شامل يوضح الحقيقة للقراء والمهتمين.


