تعرف على قصة أول قاضية عرفية بالوطن العربي في صعيد مصر بقنا
“كنت لسه صغرة وممسكة بيدي شقيقتي نجري ونلهو في شوارع القرية الي أن بدأ دوي اطلاق النار في كل مكان والكل ركض خوفا من الرصاص وظللنا وشقيقتي نركض حتي نختبأ بعيدا عن رصاصات الغدر التي عمت ارجاء القرية” بتلك الكلمات بدأت صفاء عسران أول قاضية عرفية بصعيد مصر وتكاد أن تكون الوحيدة على مستوي الوطن العربي.
“نيوز رووم” أجرت حوارا مع أول قاضية عرفية بصعيد مصر حول قصتها وكيف عملت في هذا المجال الذي كان يصعب علي النساء دخوله والجلوس بين صفوف الرجال في جلسات الصلح بقضايا الثأر.


حلمي منذ الصغر
قالت صفاء أنها كانت تحلم منذ صغرا بعد الواقعة التي شهدتها في قريتها وكانت تشتم رائحة الدم تنتشر في كل مكان ورصاصات الغدر تنطلق من كل حدب وجدب ،تزين جدران المنازل ويكسو السواد والنساء متشحات به ، يركضن مهرولين بحثا عن رجالهم من الكبار والصغار ، الكل يبحث عن الأمان الا الام هي الوحيدة التي تبحث عن رجالها حتي لايكونوا بين الضحايا سواء مقتولين او مصابين أو حتي مقبوض عليهم .
وأضافت في حديثها معنا ، أن القضاء العرفي ليس بديلا عن القانون ولكنه اداة مساعدة له ويساهم بنسبة كبيرة في حقن الدماء وتقليل الخسائر ولكن هذا لا يمنع من العقاب القانوني .


تكوين مؤسسة “صعيد بلا ثأر”
وأشارت صفاء الي أنه عقب الانتهاء من الجامعة وخرجت الي مجال العمل وجدت نفسها في أول صلح بمركز دشنا شمال محافظة قنا وكانوا ولا يزالون معروفين بعدم رغبتهم في وجود النساء بين صفوف الرجال الا أنها طلبت من الموجدين في الصلح الدخول ومن هنا بدأ الحلم يراودني من جديد لما لايكون هناك مؤسسة ترعي الصلح وتؤد نار الفتنة بعد العقاب القانوني.
وتابعت : جاءت الي فكرة المؤسسة الاولي في الوطن العربي التي ترعي جلسات الصلح وتخمد نار الفتنة بين المتخاصمين ونساهم في تقديم الكفن ووضع حدود للثأر بين المتخاصمين حتي لا تشتعل نيران الثأر ويستمر سلسال الدم.

ولفتت الي أن الامر لم يكن سهلا وتعرضت للكثير من الصعوبات في بداية الامر ولا يزال ولكن لدي صبر وقوة تحمل جعلتني أكمل الطريق وسوف أكمله حتي النهاية .



