السينكي أو الدوحريجة.. مسئول بوزارة السياحة يكشف أسرار الهرم الأسطوري في سوهاج
تُعد محافظة سوهاج أحد أهم محافظات صعيد مصر والتي تضم العديد من المناطق الأثرية، من مختلف العصور، ولعل أهم ما يميز سوهاج، هو منطقة أبيدوس الأثرية، وكذلك الديرين الشهيرين، الأبيض والأحمر، وغيرها من آثار رائعة.
وتعليقًا على ذلك، كشف الدكتور خالد سعد، مدير إدارة آثار ما قبل التاريخ في وزارة السياحة والآثار، عن أن محافظة سوهاج تحوى العديد من المناطق السياحية والأثرية المهمة من مختلف العصور ما بين العصر المصري القديم، واليوناني الروماني والقبطي والإسلامي، والموجودة على أرض المحافظة منتشرة بعدد من المراكز منها مدينة أخميم والبلينا وسوهاج وطهطا وطما وغيرها.
هرم في سوهاج
ولكن الجديد والشئ الذى لم ينل حظه من النشر، لتعريف الجمهور به، هو وجود هرم في محافظة سوهاج، وهو هرم السينكي، بقرية الغنيمية جنوبي أبيدوس في البلينا يقع جنوب شرقي مجموعة الملك أحمس، وهو من إنشاء الملك أخر ملوك الأسرة الثالثة (2650 قبل الميلاد)، وهو مدرج صغير الحجم، ومادة البناء فيه من الطوب اللبن والحجر الجيري وهو يشبه الحصن وارتفاعه 12 متر بعض 7 أمتار.
وهذا الهرم لم يتم استخدامه كمقبرة، وإنما كعلامة لتحديد حدود مراكز الإدارة والعبادة في الأسرة الثالثة ووجد مثله أكثر من هرم، وتتمثل أهميته في بقايا الطرق الصاعدة حول الهرم من الطوب اللبن.
أسطورة هرم
ونشأت حول الهرم أسطورة ما بين الأهالي، حيث اعتقد السكان المحليين، أن الهرم مكان مقدس ومبارك يزوره المريض والمعاق والطفل الذي تأخر في المشي أو الكلام ومن يريد الزواج أو الإنجاب، ويقومون بوضع شئ يخص المريض في الفتحة الحجرية الموجودة فى الهرم، وبهذا يتحقق المراد، وهناك كثير من الروايات التي انتشرت على ألسن الأهالى حول أنه تم شفاؤهم من أمراض ونطق أطفالهم بعد زيارتهم للهرم، وكذلك تحسنت حالات صحية أو نفسية بعد وضع أشياء في الفتحة الحجرية، ونجد أن الفتحة الموجودة في أحد جوانب الهرم قد تحولت إلى مركز جذب للسكان، حيث يضع الأهالي فيها ملابس الشخص المريض أو أي شئ يخصه بغرض الاستشفاء.
دوحريجة السينكي
كلمة دوحريجة أو كعريتة، هي كلمة في العامية المصرية الصعيدية تعبر عن المكان المخصص للدحرجة، حيث يمارس بعض الأهالي على سفح هرم السينكي، طقس الدحرجة على الأرض بمحاذاة جدار الهرم، والظاهرة تولّد إحساس لدى المتدحرج، بأن هناك قوة تؤثر عليه، وهو ما يرفع من الإيمان بقدسية المكان، والظاهرة متكررة في أماكن أخرى منها البهنسا في المنيا، وفي أخميم وأبيدوس، وهو ما يعكس ترسب الاعتقاد المصري القديم وربطه بالأثر في الوجدان والعقل الجمعي منذ قرون.




