00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

الطب النبوي | "التلبينة" وأثرها في تقوية الجسد وطمأنينة النفس

الطب النبوي
الطب النبوي

تحتل التلبينة مكانة متميزة في منظومة الطب النبوي لما ورد بشأنها من توجيهات نبوية صريحة تشجع على تناولها، وتبيّن أثرها الصحي والوجداني على الإنسان.

 والتلبينة حساءٌ لطيف القوام يحضّر من دقيق الشعير المخلوط بالماء أو الحليب ثم يُغلى حتى يرق قوامه، وربما حُلِّي بالعسل، وقد سمّيت بهذا الاسم لمشابهة لونها للّبن, وعلى الرغم من بساطة مكوّناتها، فإن حضورها في الأحاديث الصحيحة منحها قيمةً روحية وعلاجية جعلتها جزءاً أصيلاً من التراث  الإسلامي.

روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عدداً من الأحاديث التي تثبت اهتمام النبي ﷺ بهذا الغذاء، منها : حثَّ النبي ﷺ أصحابه بقوله: "عليكم بالبغيض النافع، التلبينة." وهذه النصوص تؤكد أن التلبينة لم تكن مجرد طعام عابر، بل كانت تقدم للمريض والمهموم باعتبارها غذاءً يقوّي البدن ويُطمئن النفس.

علماء  في الطب النبوي

لقد أدرك علماء الطب النبوي الأوائل هذه الدلالات، فبسطوا القول في منافع التلبينة ضمن سياق كلامهم عن الشعير، ومنهم ابن القيم الجوزية الذي أفاض في كتابه زاد المعاد في ذكر خصائص الشعير وتأثيره على أعضاء البدن، مبيناً أن طبيعته الرطبة اللطيفة تجعل حساءه مناسباً للمرضى وضعاف الهضم ولمن يعانون من الحزن والاضطراب العاطفي. وقد سار العلماء بعده على نهجه، فعدّوا التلبينة غذاءً وظيفياً يجمع بين اللطافة والهضم السهل والفوائد النفسية.

مكوّنات الشعير

ومع تطور العلوم الحديثة اتجه الباحثون لدراسة مكوّنات الشعير بنظرة مخبرية، فوجدوا أن فيه نسبة مرتفعة من الألياف القابلة للذوبان وفي مقدمتها بيتا–غلوكان، التي أثبتت الدراسات دورها في خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، وتنظيم سكر الدم، والمساهمة في تحسين صحة الجهاز الهضمي عبر دعم بكتيريا الأمعاء النافعة. كما ربطت أبحاث أخرى بين صحة الأمعاء والحالة النفسية من خلال محور الأمعاء–الدماغ، ما يقدّم تفسيراً علمياً معاصراً لقول عائشة رضي الله عنها: “تذهب ببعض الحزن”.

الإفادة النبوية مع الرؤية العلمية الحديثة

وعلى هذا النحو تلتقي الإفادة النبوية مع الرؤية العلمية الحديثة في تأكيد القيمة الغذائية والعلاجية للتلبينة، لتظل مثالاً على تكامل التراث مع البحث المعاصر, وقد أسهم هذا التكامل في عودة الاهتمام بالتلبينة في عصرنا ضمن برامج التغذية العلاجية، والطب الوقائي، والعناية بالصحة النفسية عبر الغذاء.

تم نسخ الرابط