وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية: مصر تبنت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مصر تبنت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، والتي شدد رئيس الجمهورية- في كلمته الافتتاحية للإصدار الثاني منها- على ضرورة استكمال التحول نحو مجتمع رقمي يتبنى أحدث التكنولوجيات.
يأتي ذلك خلال مشاركتها في فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025، وذلك خلال جلسة بعنوان «الاستثمار في رأس المال البشري في عالم تقوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي».
وتحدثت الوزيرة عن المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، موضحةً أنها حددت 12 قطاعًا ذا أولوية لدعم الابتكار وفتح أسواق جديدة، من بينها: التقنيات الصحية، والتعليم الرقمي، والطاقة المتجددة، والتنقل الذكي، والتكنولوجيا السياحية، وغيرها من القطاعات الواعدة.
تمكين الشركات الناشئة من المشاركة في المشروعات الحكومية
وأشارت "المشاط" إلى أنه من خلال مشاورات موسعة مع أكثر من 250 جهة من رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء، قامت المجموعة بإعداد "ميثاق الشركات الناشئة في مصر"، والذي يضم أكثر من 80 إجراءً داعمًا سيتم الإعلان عنها قريبًا. وتشمل هذه الإجراءات: تبسيط الإجراءات، وتسهيل الوصول إلى التمويل، ودعم التوسع الدولي، وتمكين الشركات الناشئة من المشاركة في المشروعات الحكومية.
ونوهت الوزيرة إلى أن الجدل العالمي الدائر حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل يتطلب مقاربة أكثر شمولًا، مؤكدة أن القضية لا تتعلق باستبدال التكنولوجيا بالعنصر البشري، بل بإتاحة مسارات عمل جديدة تقوم على مهارات تشغيل وتوظيف وتطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأضافت "رانيا المشاط" أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور وظائف نوعية تعزز قدرات الكوادر البشرية وترفع مستويات الإنتاجية، بما يعكس التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا.
كما أكدت أن مصر، بما تمتلكه من قاعدة سكانية تتجاوز 110 ملايين نسمة، تُعد من الدول الغنية بالبيانات الضخمة، وهو ما يتيح فرصًا واسعة لتعظيم الاستفادة منها في مختلف القطاعات. وأوضحت أن المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في مجالات الصحة والتعليم والتدريب والاختبارات المعملية تولّد حجمًا ضخمًا من البيانات القابلة للتصنيف والتحليل، بما يمكّن الدولة من توظيف هذه المعلومات بفاعلية لتحسين جودة الخدمات العامة وتعزيز كفاءة الأداء من خلال حلول الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الوزيرة أن مؤتمر الصحة والسكان والتنمية البشرية الأخير تضمن عددًا من الجلسات المتخصصة التي ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي وتحسين خدمات المواطنين، مؤكدةً أن هذه التطبيقات تسهم بصورة مباشرة في دعم مسار النمو والتنمية وخلق فرص تشغيل جديدة قائمة على المعرفة والتكنولوجيا
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا ناشئة، بل أصبح محركًا أساسيًا للتنمية في القرن الحادي والعشرين، داعيةً إلى تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع لاستثمار هذه التكنولوجيا بما يحقق التنمية المستدامة ويضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
واختتمت الدكتورة "رانيا المشاط"، كلمتها بالتأكيد على أن الإنسان سيظل محور التنمية في عالم تتسارع فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأن الاستثمار في رأس المال البشري هو الاستثمار الأعلى عائدًا والأطول أثرًا. كما أشارت إلى أن مصر تمتلك من المقومات ما يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا رائدًا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بدعم واضح من القيادة السياسية.
