رجل ما زال حاضرًا رغم الرحيل.. استشهاد محمد مبروك: رحلة بطولية في وجه الإرهاب
في ذاكرة مصر، هناك أسماء لا تحتاج إلى سرد طويل لتعرف قيمتها، يكفي أن يذكر اسمها حتى تنهض القصص من سباتها، ومن بين هذه الأسماء، يبرز أسم الشهيد البطل محمد مبروك، واحد من أنقى الضباط الذين حملوا راية الوطن في أصعب سنواته، ثم دفع حياته ثمناً لموقف لم يُساوم عليه يوما.
ضابط لا يبحث عن الصفوف الأمامية لكن تفرضه الكفاءة
في 17نوفمبر من كل عام، لا نستعيد حادثة استشهاده فحسب، بل نستعيد الحكاية بكامل وجعها وضيائها، حكاية رجل اختار المواجهة حين اختار آخرون الصمت، فصار شاهداً على الحقيقة، وشهيداً على طريقها.
انه ليس مجرد ضابط اغتاله الإرهاب بل قصة وطن كاملة تلخصها رحلة رجل واحد، وغادر على يد جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان البطل الشهيد، على رأس قائمة الاغتيالات لدى الجماعات الإرهابية منذ سقوط الحكم عام 2013.
يوم الاغتيال… لحظة سُجلت بدماء رجل لا يتكرر
في يوم 17 نوفمبر 2013، استقل البطل مبروك سيارته بشارع نجاتي في مدينة نصر متوجها من مسكنه إلى عمله، فانقض عليه مجموعة من المسلحين الملثمين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وأطلقوا وابلا من النيران عليه، لتفيض روحه الطاهرة إلى ربه، وفي يوم 18 نوفمبر، بكت أعين المصريين علي الشهيد المقدم محمد مبروك، وسط جنازة عسكرية وشعبية كبيرة وأكاليل الورود والموسيقى العسكرية والنعش الملفوف بالعلم والنسر.
إرث لا يموت.. ورجل ما زال حاضرًا رغم الرحيل
وارتبط اسم الشهيد محمد مبروك، بالعديد من الملفات الهامة والأحداث التى وقعت فى البلاد فى أعقاب 25 يناير 2011، حيث كان الضابط المسئول عن ملف قضية التخابر ضد الوطن واقتحام السجون، والتى كان المتهم بها المعزول محمد مرسي، وعدد من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الشاهد الوحيد بهذه القضية.
والشهيد المقدم محمد مبروك ولد عام 1974 بالقاهرة، ثم تخرج في كلية الشرطة عام 1995، ثم التحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو من عام 2011 ثم نقل إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة.
وبينما تحل اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد محمد مبروك، فقد لقى والد الشهيد ربه منذ أيام وتحديدًا يوم 14 نوفمبر الماضى، وشيعت جنازته بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة..



