طارق فهمي: القاهرة تتحرك بـ«بوصلة سلام» نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التحركات المصرية في هذا التوقيت هي تحركات محورية في ظل استحقاقات سياسية ودبلوماسية مهمة، موضحا أن جزء من هذه الجهود مرتبط بالمسار الدولي داخل مجلس الأمن لإقرار صيغة تحافظ على وقف إطلاق النار وتحدد مهام القوى الدولية ذات الصلة، بينما يرتبط الجزء الآخر بدعوة مصر لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة، بما يحشد المؤسسات الدولية والمانحين لدعم القطاعات المدنية داخل القطاع.
دعوة مصر لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة
وفيما يتعلق بالتنسيق المصري الروسي، أكد فهمي خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن دخول القاهرة على خط الاتصالات مع موسكو يسهم في ترتيب المواقف وضمان أن تكون أي صيغة دولية لتنفيذ الاتفاق قابلة للتطبيق، مشيرا إلى أن مصر تتحرك في مسار عربي واضح يرفض تكريس سياسة الأمر الواقع داخل غزة، ويعمل على منع أي مخطط لتقسيم القطاع أو فرض ترتيبات أحادية الجانب.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على ضرورة توفير ضمانات دولية تمنع الخروقات التي تكررت منذ اليوم الأول للاتفاق، مؤكدا أهمية دور القوى الدولية والأمم المتحدة في المتابعة ومنع الانتهاكات وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم للقطاع.
القرار المنتظر في مجلس الأمن
وتابع أن القرار المنتظر في مجلس الأمن سيكون محطة مفصلية في ترتيب المرحلة الثانية من عملية السلام، غير أن المداولات ما زالت مستمرة في ظل تباينات بين المسودات الأمريكية والروسية، ومحاولات إسرائيل تعديل أو حذف البنود المتعلقة بالالتزامات التنفيذية، مشددا على أن التحرك المصري يحدد البوصلة نحو مسار سلام شامل يقوم على استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإطلاق عملية إعادة إعمار ترتكز على رؤية تنموية واقعية تعيد الحياة إلى غزة.
التحضيرات الجارية لمؤتمر إعادة إعمار غزة
وفي سياق متصل، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التحضيرات الجارية لمؤتمر إعادة إعمار غزة تشهد نقاشات كبيرة، خاصة بعد الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، والذي تناول تفاصيل ترتيبات المؤتمر وإمكانية تأجيل موعد انعقاده.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن هناك حديثًا داخل الدوائر المنظمة عن احتمال تأجيل المؤتمر إلى نهاية الشهر، رغم أن الموعد المقترح سابقًا كان منتصف الشهر، مشيرًا إلى أن جدول الأعمال يتركز على محورين رئيسيين: الأول هو حشد أكبر عدد من الدول والمؤسسات الدولية المانحة، والثاني يتعلق بالشروط الفنية والسياسية التي تضعها هذه المؤسسات للمشاركة وتمويل مشروعات الإعمار.
