من لعنة الإصابات إلى بطل التاريخ.. باروت يعيد أيرلندا للمونديال
نجح المنتخب الأيرلندي بقيادة هدافه ونجم توتنهام الانجليزي تروي باروت، من التأهل للملحق الأوروبي الأخير رسميًا، بعد تحقيق انتصارًا تاريخيا أمام مستضيفه المجري بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة شهدت ندية، وإثارة كبيرتين، حتى اللحظات الأخيرة، ليفشل أصدقاء سوبوسلاي في الوصول للملحق الأخير والمؤهل للمونديال.
بداية موهبة استثنائية في عمر مبكر
حين تكون موهبة استثنائية بعمر السادسة عشرة فقط، يدور في ذهنك يوميًا معركة بين الحلم والضغط، هذا ما عاشه المهاجم الدولي الأيرلندي "تروي باروت"، صاحب 23 عامًا، والذي لمع اسمه مبكرًا في أكاديميات أيرلندا حتى لفت أنظار كشافي أكير الدوريات العالمية"الدوري الإنجليزي الممتاز"، وبالتحديد من بوابة العملاق اللندني "توتنهام هوتسبير" ويصبح أصغر لاعب أيرلندي يظهر في البريميرليج، وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره.
توقع الجميع أن يبزغ نجم جديد للكرة الأيرلندية، يسير على خطى المهاجم الأسطوري "روبي كين"، ولكن كرة القدم لا تعترف بالموهبة فقط، بل بالصبر، القوة، والقدرة على النهوض بعد السقوط.
بداية كابوس الإصابات
في اللحظة التي انتظرت فيها جماهير أيرلندا بداية مسيرة باروت الواعدة، بدأت الضربات تنهال واحدة تلو الأخرى، حيث خضع تروي لعملية جراحية “الزائدة الدودية” وهو لم يكمل بعد الثامنة عشرة، ليغيب لفترة طويلة عن الملاعب ويخرج من حسابات الجهاز الفني لفريق العاصمة الإنجليزية "توتنهام"، قبل أن يبدأ رحلة إعارات بحثًا عن دقائق لعب تعيد له الثقة.
ورغم مؤشرات البداية الإيجابية، ضربه سوء الحظ مجددًا، بإصابة قوية في الكاحل مع فريق ميلوول، ثم إصابة جديدة بعد تسجيله هدفًا حاسمًا رفقة فريق بريستون، قبل أن يتعرض لإصابة في الهامسترينج أثناء الاحتفال بأحد الأهداف، ليتحول من موهبة صاعدة إلى لاعب تطارده لعنة الإصابات داخل وخارج الملعب، حتى أصبح يتعرض للإصابة في التدريبات، وتراجع وجوده مع المنتخب الوطني.
بداية جديدة خارج إنجلترا
لكن قيمة اللاعب لا تظهر في أوقات الازدهار، بل في لحظة الانكسار، ومع توقع كثيرين نهاية مبكرة لقصة موهبة واعدة، قرر المهاجم الشاب الانقلاب على الواقع و الشروع في بداية جديدة، خارج البريميرليج، حيث اختار الدوري الهولندي، وبالتحديد من بوابة اي زي ألكمار، وهناك بدأت قصة جديدة مختلفة تمامًا عن السابق، حيث خاض 14 مباراة، نجح خلالها في تسجيل 13 هدفًا، بالإضافة لصناعته لهدفين آخرين، إجمالا ساهم في 39 مساهمة مباشرة في الموسم السابق، ليعيد اسمه بقوة داخل القارة العجوز ويعود لتمثيل المنتخب الأيرلندي من جديد.
عودة دولية من الباب الكبير
وفي وقت بدأت فيه التساؤلات حول نهاية حلم أيرلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، فبعد حصول منتخب بلاده على 4 نقاط فقط قبل الجولتين الأخيرتين، خرج باروت بتصريح تاريخي :“فرصتنا لا تزال قائمة طالما لم تنته رسميًا.”
لم تكن كلماته مجرد تصريحات عابرة، بل وعد نفذه داخل المستطيل الأخضر، حيث نجح في تسجيل هدفين أمام البرتغال في الجولة الماضية، وقاد منتخب بلاده للفوز بثنائية على بطل دوري الأمم الأوروبية، قبل أن يوقع على هاتريك تاريخي أمام المجر وبالتحديد في بودابست، ليحول الخسارة إلى انتصار للتاريخ، ويقود أيرلندا نحو الملحق ويعيد الأمل في حلم المونديال.