انقلاب في حزب العمال البريطاني.. أنجيلا راينر تخطط للإطاحة بستارمر

كشفت مصادر مطلعة داخل حزب العمال البريطاني عن ما يعتقد أنه خطة صامتة تقودها النائبة السابقة أنجيلا راينر للسيطرة على قيادة الحزب والإطاحة برئيس الوزراء كير ستارمر في وقت يعيش فيه الحزب أزمة ثقة عميقة لم يشهد مثلها منذ عقود.

وتشير التقارير إلى أن راينر قد عرضت مناصب وزارية على نواب مترددين، بينما تدفع نقابات والجناح اليساري بالحزب نحو دعمها، لكن فريقها ينفي صحة هذه المزاعم، واصفًا إياها بالشائعات التي يراد من الجمهور تصديقها.

في الوقت نفسه، يواجه ستارمر تراجعًا قياسيًا في الاستطلاعات وارتباكًا حكوميًا واضحًا، إضافة إلى صراعات بين الوزراء ومطالب متزايدة باستقالته بعد أن انخفضت شعبيته إلى مستويات خطيرة، ما يجعل مستقبل قيادته موضع شك كبير.

مواجهة حادة بين مستشاري ستارمر ووزير الصحة

وسط هذه الأزمات، كشف تقرير صحيفة "ديلي إكسبريس" أن مورجان ماكسويني، كبير مساعدي ستارمر، دخل في نقاش حاد مع وزير الصحة ويس ستريتينج، المتهم بمحاولة الإطاحة برئيس الوزراء واستغلال الموقف لخلافته. 

ويؤكد ستريتينج أن معسكر ستارمر يقف وراء سلسلة هجمات إعلامية تستهدفه، وهو ما زاد التوتر داخل أروقة الحكومة.

وأوضحت صحيفة "صنداي تايمز" أن ستريتينج علم بهذه الهجمات مساء الثلاثاء الماضي، عندما اتصل به صحفيون قبل نشر أخبارها، ما دفعه للتواصل مع ماكسويني الذي نفى أي تورط لستارمر، لكن المكالمة انتهت دون حل وسط، وسط أجواء من الغضب والصراخ.

كما وصفت وزيرة الداخلية شبانة محمود، التي تعتبر أيضًا خليفة محتملة لستارمر، حرب الإحاطات الإعلامية بأنها غير بناءة ومحرجة للغاية لجميع الأطراف. 

وأكدت شبانة محمود في تصريحات صحفية أن الأمر مجرد ثرثرة في ويستمنستر، مدافعة عن ستارمر وقيادته للحزب، مشددة على أن الانتخابات التي فاز فيها الحزب قبل نحو عام ونصف كانت بمثابة انتصار كبير.

وقالت وزير الداخلية البريطانية: "إذا كان لدى الناس آراء يريدون التعبير عنها، عليهم التحلي بالشجاعة والحديث بها علنًا، وهذا ما لا يحدث حاليًا".

تحركات راينر لخلافة ستارمر

في المقابل، تخطط أنجيلا راينر لخوض سباق قيادة الحزب، وفق ما ذكرت صحيفة "صنداي تلجراف"، حيث يشير التقرير إلى أنها تجري مناورات سياسية دقيقة، تقدم مناصب وزارية لداعميها المحتملين، في محاولة لتعزيز موقفها داخل الحزب وتهيئة الأرضية لخلافة ستارمر.

وتكشف الأزمة الراهنة الانقسامات العميقة داخل حزب العمال، وتضع قيادة الحزب ومستقبله السياسي تحت مجهر المراقبين، وسط تساؤلات حول ما إذا كان ستارمر سيصمد أمام هذه الضغوط أم سيواجه مصيرًا مشابهًا لأسلافه في قيادة الحزب.

من هي أنجيلا راينر؟

ولدت أنجيلا راينر في ستوكبورت عام 1980، ونشأت في أحد منازل المجلس المحلي. تركت الدراسة في سن السادسة عشرة دون الحصول على أي مؤهلات، وكانت حينها حاملاً بطفلها الأول.

وتزوجت من مسؤول شركة Unison، مارك راينر، في عام 2010، وانتهى زواجهما بالانفصال في عام 2020، لديها ثلاثة أبناء، وأصبحت جدة في عام 2017.

ودخلت راينر البرلمان في عام 2015، لتصبح أول امرأة تمثل دائرتها الانتخابية أشتون أندر لين على مدى 180 عامًا. وشغلت منصب وزيرة معاشات التقاعد في حكومة الظل، قبل أن تتولى مهام أخرى تتعلق بالتعليم وقضايا المرأة والمساواة ضمن حكومة الظل.

في عام 2020، تم انتخابها نائبة لزعيم حزب العمال، لكنها أقيلت لاحقًا من منصب رئيسة الحزب بعد النتائج المخيبة في الانتخابات المحلية الإنجليزية.

وفي سبتمبر 2023، تم تعيينها سكرتيرة لمجلس الظل ضمن تعديل وزاري يهدف إلى وضع أقوى اللاعبين المحتملين على أرض الملعب قبل الانتخابات المقبلة، ما يعكس مكانتها المؤثرة داخل الحزب رغم التحديات التي واجهتها.