مأساة الشتاء في غزة: خيام غارقة ومواقع أثرية منهوبة رغم استمرار المساعدات
تواصل مصر إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، في وقت تتفاقم فيه معاناة النازحين جراء الأحوال الجوية القاسية، وقد وثقت كاميرا قناة العربية مشاهد صادمة لغرق خيام آلاف الفلسطينيين تحت الأمطار، وسط ظروف إنسانية شديدة الصعوبة ونقص في الإمكانيات اللازمة لمواجهة البرد والفيضانات التي تضرب مناطق واسعة من القطاع.
مياه الأمطار تطارد الناجين من القصف
وكشفت اللقطات عن خيام غارقة بالكامل، في ظل عجز الأسر عن توفير وسائل حماية من السيول، ما زاد من مخاطر تهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن. وكانت الرئاسة الفلسطينية قد وجهت مناشدة عاجلة لدول العالم، وخاصة الإدارة الأميركية والدول الضامنة لوقف إطلاق النار، للضغط على إسرائيل من أجل السماح بإدخال البيوت الجاهزة والخيام إلى غزة.
طالبت الرئاسة برفع القيود والعراقيل الإسرائيلية التي تحول دون إدخال معدات الإيواء، مؤكدة أن الوضع الإنساني المتدهور يهدد حياة المدنيين بشكل خطير.
الاحتلال ينهب 17 ألف قطعة أثرية من قصر الباشا
في سياق متصل، كشفت مصادر فلسطينية عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أكثر من 17 ألف قطعة أثرية من متحف قصر الباشا في مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة، التي شهدت تدميرًا واسعًا للمواقع التاريخية والتراثية في القطاع.
قوات الاحتلال لم تكتفِ بتدمير المتحف
وأوضح الدكتور حمودة الدهدار، المشرف على ترميم القصر، أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بتدمير المتحف الذي يُعد تحفة معمارية فريدة، بل نهبت أيضًا معظم مقتنياته، حيث لم تنجح الطواقم المختصة بعد إزالة الركام سوى في العثور على 20 قطعة أثرية فقط.
مجموعات نادرة تعود للعصور المملوكية والعثمانية
وأشار الدهدار إلى أن المتحف كان يضم مجموعات نادرة تعود للعصور المملوكية والعثمانية والبيزنطية والرومانية وما قبل التاريخ، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ضياع هذا الإرث الحضاري.
114 موقعًا أثريًا
تشير تقارير اليونسكو إلى تدمير أكثر من 114 موقعًا أثريًا في غزة، بينما تفيد الإحصائيات الفلسطينية الرسمية بتدمير 226 موقعًا آخر، في أكبر خسارة يتعرض لها التراث الثقافي الفلسطيني منذ عقود.