وفاة أقدم حافظ للقرآن بالأقصر بعد قرن من العطاء والتربية القرآنية
خيّم الحزن على قرية أصفون المطاعنة التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، عقب وفاة الحاج مصطفى محمد عبد الرحيم داود، أقدم حافظ للقرآن الكريم في المنطقة، عن عمر ناهز 100 عام، بعد عمر حافل بالعلم والقرآن والخير.
حفظ القرآن في السابعة.. وبقي إمامًا في القلوب طوال قرن
وُلد الشيخ الراحل عام 1925، وتميّز بموهبة استثنائية حين أتمّ حفظ القرآن الكريم كاملًا عام 1932 وهو في سن السابعة فقط، ليصبح من أصغر الحفاظ في جيله وأشهرهم في صعيد مصر.
وظل طوال حياته مثالًا للثبات على طريق القرآن، يجلس بين الأطفال والشباب ليُسمعهم، ويوجّههم، ويُعلّمهم أصول الحفظ والتجويد.

مسيرة ممتدة من العطاء والاحترام
حظي الشيخ مصطفى بمكانة مميزة بين أهالي المطاعنة، إذ ارتبط اسمه بالمناسبات الدينية واللقاءات القرآنية، وكان حضوره بالصوت الهادئ والتلاوة المتقنة يُضفي روحانية خاصة على مجالس الذكر.
لم يكن حافظًا للقرآن فقط، بل كان مرشدًا وناصحًا وصاحب كلمة طيبة، يقدّره الجميع كبارًا وصغارًا.
حزن واسع ووداع مهيب
فور إعلان وفاته سادت حالة من الحزن بين الأهالي وتلاميذه الذين تتلمذوا على يديه عبر عقود طويلة، مؤكدين أنه كان “بركة القرية” وواحدًا من رموزها الذين لا يُعوَّضون.
إرثٌ باقٍ وتاريخ لا يُنسى
برحيله تفقد أصفون المطاعنة آخر جيل الحفاظ الأوائل الذين حملوا القرآن في صدورهم قبل توفر المدارس والكتاتيب الحديثة، لكن أثره يبقى حاضرًا في مئات من تلاميذه الذين حفظوا كتاب الله على يديه.
