أشرف سنجر: مؤتمر إعمار غزة ضرورة.. وواشنطن وحدها القادرة على لجم إسرائيل
قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، إن تقييم المشهدين الإقليمي والعالمي يشير إلى أن المجتمع الدولي لم يعد أمامه خيار سوى دعم المؤتمر المرتقب لإعمار غزة، خاصة بعد ما تم تنفيذه فعليًا من المرحلة الأولى لاتفاق السلام.
وأكد "سنجر"، خلال مداخلة عبر برنامج «اليوم» المذاع على شاشة قناة dmc، أن المجتمع الدولي بات أكثر اقتناعًا بضرورة تقديم سياسة فعلية لإعمار وبناء غزة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة بدأت تتحدث بوضوح عن حل الدولتين، وهو تحول كبير مقارنة بالخطاب السائد إبان إدارة ترامب، حين كان الحديث المتواتر يدور حول تهجير الفلسطينيين.
القوى الإقليمية الكبرى
وأشار إلى أن القوى الإقليمية الكبرى، وعلى رأسها مصر وتركيا، تقودان تحولًا مهمًا في المنطقة، موضحًا أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين شهدت «نقلة نوعية» بفضل «هندسة الرئيس السيسي لهذه العلاقة» بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي، مضيفا أن مصر وتركيا، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي، تمثل قوة داعمة لاستمرار مخرجات قمتي شرم الشيخ والبناء عليها في اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية وتثبيت وقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بخروقات إسرائيل للاتفاق، تساءل «سنجر» عن قدرة الولايات المتحدة على ضمان التزام إسرائيل، مشددًا على أن أي دولة أو جهة مانحة لن تدفع دولارًا واحدًا لإعادة إعمار منطقة قد تتعرض للقصف من جديد.
واشنطن هي الجهة الوحيدة القادرة على إسرائيل
وأوضح أن التحرك الأمريكي بالتنسيق مع مصر يظهر بجلاء أن واشنطن هي الجهة الوحيدة القادرة على لجم الحكومة الإسرائيلية، مؤكدًا أن الموقف الأمريكي يشهد تحولًا مهمًا مقارنة بمواقف معلنة سابقا خلال إدارة ترامب ونائبه مايك بنس بشأن ضم الضفة الغربية.
وكشف «سنجر» أن النقطة المحورية التي تعمل عليها الولايات المتحدة حاليًا، والمتوافقة مع مخرجات شرم الشيخ، هي تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات لحماية غزة، إلى جانب قيام مصر بتدريب الشرطة الفلسطينية، وهو ما سيمنح الفلسطينيين ضمانات حقيقية ويمنع إسرائيل من إعادة استهداف القطاع أو كسر غزة من جديد.
وفي ختام حديثه، أكد أن وجود هذه القوة الدولية سيشكل ضمانًا للفلسطينيين وحاجزًا أمام أي تصعيد جديد قد تدفع إليه الحكومة الإسرائيلية الحالية.