انتشار ورد النيل يثير القلق في دمياط ويعطل حركة المياه بالمجاري المائية
شهدت محافظة دمياط خلال الأيام الأخيرة انتشار ملحوظا لكميات كبيرة من ورد النيل في عدد من الترع والمجاري المائية، وهو ما أثار حالة من القلق بين الأهالي والمزارعين، نظرًا لما يسببه هذا النبات من أضرار مباشرة على حركة المياه ومعدلات الري، خاصة مع بداية موسم زراعي يحتاج فيه الفلاحون إلى وصول المياه بشكل منتظم إلى الأراضي.
وقد رصد عدد من المواطنين تراكم كتل كثيفة من ورد النيل على سطح المياه في مناطق متعددة، أبرزها ترعة السلام، وترعة البطيخ، ومناطق متفرقة من فارسكور والزرقا وكفر سعد، حيث غطى النبات مساحات واسعة وأدى لإعاقة حركة المياه الطبيعية، ما تسبب في بطء تدفقها أو توقفها في بعض المواقع.
الأهالي بدورهم ناشدوا الجهات المعنية بسرعة التدخل، مؤكدين أن استمرار انتشار ورد النيل بهذا الشكل قد يؤدي إلى انسداد المسارات المائية، ويزيد من مخاوف نقص المياه عن الأراضي الزراعية، خاصة المناطق الواقعة في نهايات الترع، وأوضح عدد من المزارعين أن الأيام الماضية شهدت بالفعل ضعفا في وصول المياه إلى بعض الأراضي، مما يهدد المحاصيل ويجعلهم في مواجهة خسائر محتملة إذا لم يتم التعامل مع المشكلة سريعًا.
وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر مسؤول بمديرية الري في دمياط أن فرق المتابعة تعمل بشكل مستمر على إزالة ورد النيل من المجاري المائية، مشيرًا إلى أن هذا النبات سريع التكاثر ويحتاج إلى حملات متكررة لانتشاله والتخلص منه، وأوضح أن المديرية كثفت جهودها خلال الساعات الماضية لفتح مسارات المياه وإعادة تدفقها بشكل طبيعي، خاصة في المناطق التي شهدت تكدسا كبيرًا للنبات.
وتستعد إدارة الري لتنفيذ عدة حملات موسعة خلال الأيام المقبلة، باستخدام المعدات اللازمة لإزالة التجمعات الكبيرة من ورد النيل، وذلك لضمان عودة المياه لمسارها الطبيعي ومنع أي تأثيرات سلبية قد تطال الأراضي الزراعية، كما سيتم التركيز على المناطق التي يزداد فيها النمو العشوائي للنبات للحيلولة دون انتشاره مجددا.
و يذكر أن ورد النيل يعد من أكثر النباتات الضارة بالمجاري المائية، نظرًا لسرعة تكاثره وقدرته على سحب كميات كبيرة من الأكسجين من المياه، ما يؤثر على البيئة المائية و يعوق حركة الملاحة البسيطة والصيد، ويتسبب في تعطيل عمليات الري في معظم الترع التي يصيبها.
و يأمل الأهالي في دمياط أن تسفر الحملات الحالية عن إزالة الكميات المتراكمة بشكل كامل، مؤكدين أن الحفاظ على نظافة المجاري المائية ضرورة ملحة لضمان استمرار تدفق المياه وحماية المحاصيل ودعم استقرار النشاط الزراعي بالمحافظة.
