00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

من الغرام إلى المقابر.. أسرار الليلة الأخيرة في مأساة أطفال فيصل

الأطفال الضحايا
الأطفال الضحايا

بعد أن تستلمت محكمة الاستئناف بدار القضاء  أوراق القضية المعروفة إعلاميًا بـ”جريمة أطفال فيصل”، والتي أحالتها النيابة العامة إلى محكمة الجنايات، وذلك لتحديد موعد أولى جلسات المحاكمة للمتهم الرئيسي، في الواقعة التي أسفرت عن مقتل أم وثلاثة أطفال نسرد تفاصيل تلك الجريمة البشعة التى أثارت جدلا واسعا. 

تفاصيل الواقعة 

لم تكن تلك الأسرة تختلف كثيرًا عن غيرها من الأسر المصرية البسيطة التي تكافح من أجل لقمة العيش، تتحمل الخلافات اليومية بين الزوجين وتستمر الحياة رغم كل الصعوبات أملاً في مستقبل أفضل لأطفالهم

لكن ما لم يخطر ببال أحد أن تلك الخلافات التي بدت في ظاهرها عادية ستفتح الباب لواحد من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة فيصل بالهرم خلال السنوات الأخيرة جريمة قتل أسرة كاملة بسمّ الغدر والانتقام

على مدار أربعة عشر عامًا من الزواج جمعت الحياة بين موظف أمن بسيط وزوجته، التي رزق منها بثلاثة أطفال ملأوا حياتهما ضجيجا وفرحا

وكحال معظم الأسر لم تخلُ حياتهما من المشاحنات والخلافات بين الحين والآخر لكنها كانت تمر بسلام بفضل تدخل الأهل والأقارب لرأب الصدع بين الزوجين حفاظًا على الأسرة واستقرار الأطفال

إنتقال المجنى عليهم إلى منطقة فيصل 

ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، انتقلت الأسرة قبل أشهر من القليوبية إلى منطقة منشية البكاري بفيصل، بحثًا عن حياة أكثر استقرارا وفرص عمل أفضل

لم يكن الزوج يعلم أن هذا الانتقال سيكون بداية النهاية وأن القدر يخبئ له صدمة تفوق كل خياله.

في تلك المنطقة الجديدة، كانت الزوجة تتردد على محل أدوية بيطرية قريب من المنزل، تشتري منه بعض المستلزمات وهناك تعرفت على صاحبه، رجل في منتصف الثلاثينيات من عمره بدا للوهلة الأولى مؤدبًا وطيب المعشر.

غير أن هذا الرجل، الذي فشل في حياته الزوجية وانفصل عن زوجته دون أن ينجب منها، كان يخفي وراء مظهره الهادئ قلبًا أسود تحكمه الشهوة والانتقام.

بدأ يستميلها بالحديث الودود ويتقرب منها شيئًا فشيئًا حتى نال ثقتها فصارت تحكي له عن خلافاتها مع زوجها تبحث عن نصيحة أو كلمة طيبة تواسيها، وهو في الوقت نفسه يحرك الخيوط في الخفاء ليزيد الفجوة بين الزوجين

المتهم إستغل ضعفها النفسى 

استغل ضعفها النفسي ووحدتها بعد انفصال والديها في طفولتها فأوهمها أنه سيكون السند والعوض حتى أصبحت تتحدث إليه يوميا وتلجأ له في كل خلاف.

مرت الشهور والعلاقة بينهما تزداد قربًا حتى أقنعها بترك منزل زوجها وأخبرها أنه استأجر لها شقة مستقلة لتقيم فيها.

وفي غفلة من الزمن وبينما كان الزوج يؤدي عمله اصطحبت الزوجة أطفالها الثلاثة إلى تلك الشقة التي أعدها لها، لتبدأ فصول المأساة

لم يكن الرجل يتوقع أن تأتي إليه ومعها أطفالها الثلاثة فبدأ يشعر بالضيق والغيرة، خاصة عندما سمعها تتحدث هاتفيًا مع أحد أقاربها، فظن أنها على علاقة بشخص آخر

نشبت بينهما مشادة كلامية، وبلغت ذروتها حين طلبت منه أن يتزوجها رسميًا بعد أن تنفصل عن زوجها وهنا استيقظ الشيطان في داخله، وقرر الانتقام منها أشد انتقام بخبرته في الأدوية البيطرية، توجه إلى محله وجلب نوعًا من السموم القاتلة. عاد إلى الشقة متظاهرًا بالهدوء، وقال لها إنه يريد مصالحتها وقدم لها كوب عصير دس فيه السم.وما هي إلا دقائق معدودة حتى شعرت الزوجة بآلام حادة وإعياء شديد، فسارع بنقلها إلى مستشفى القصر العيني، لا حبًا في إنقاذها، بل لإخفاء جريمته و سجّل اسمها في المستشفى باسم مستعار، ولما تأكد أنها فارقت الحياة، تركها ورحل دون أن يلتفت خلفه، وكأنها لم تكن شيئًا.

 

عاد إلى الشقة ليجد الأطفال الثلاثة ينتظرونه ببراءة، يسألونه عن والدتهم.

قال لهم إنها مريضة في المستشفى وستعود قريبًا، لكن الطفلين الأكبر "سيف" و"جنى" ألحّا عليه لزيارتها، فشعر بالخطر إذ خشي أن يكشف الأطفال سره.

قرر التخلص منهم بالطريقة ذاتها. دس السم في العصير مجددًا، فشرب منه سيف وجنى، بينما رفض شقيقهما الأصغر مصطفى الشراب.

بدأ الطفلان يتلوّيان من الألم، فاستعان القاتل بعامل لديه في المحل وسائق توك توك بحجة توصيلهما إلى منزل أبيهما، ثم ألقى بهما أمام أحد العقارات بمنطقة اللبيني وفرّ هاربًا حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة.

ولم يكد يعود إلى الشقة حتى وجد الطفل الصغير مصطفى يبكي خوفًا على شقيقيه. وهنا قرر أن يُكمل جريمته البشعة أوهمه بأنهم سيذهبون لزيارة والدته، واصطحبه معه إلى ترعة المنصورية وهناك ألقى به في المياه حتى غرق ومات غدرًا

هكذا أزهق القاتل أرواح أربعة أبرياء دون أن تهتز له شعرة أو يشعر بوخزة ضميرأم وثلاثة أطفال، قضوا على يد رجل تجرد من إنسانيته وتحول إلى وحش بشري، لم يكتفِ بالخيانة، بل ختمها بالقتل البطيء والتمثيل بالضحايا

 

تم نسخ الرابط