00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

محلل سياسي يكشف مراحل تحول نجمات الفن من «غجرية» لـ«رمز الهوية الوطنية»

دينا الشربيني
دينا الشربيني

تناول الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي، في مقال تحليلي أثر الفنان على المجتمع العربي من منظور أنثروبولوجي، مستشهدا بأزمة النجم كريم محمود عبدالعزيز وآن الرفاعي، واتهام الفنانة دينا الشربيني، بالتسبب في الأزمة بزعم وجود علاقة بين الأول والأخيرة؛ والتي أثارت جدلًا واسعًا لدى الرأي العام، كمثال على السيولة الاجتماعية الحديثة.

وكتب فندي عن الظاهرة في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس، وحذف البوست بعد اعتراض أحد القراء، ثم عاد ليعالج الموضوع بعمق أكبر، مؤكدًا أن الأزمة المشار إليها بين نجوم الفن؛ تعكس التحولات الاجتماعية الكبرى في المجتمعات العربية.

يشرح «فندي» أن الفنان في الماضي كان يُنظر إليه كفئة هامشية، يشبهها المجتمع بالغجرية، لا يخضع دائمًا لمعايير الشرف التقليدية، وكان يعيش خارج منظومة النسب والشرف. المغنيات والراقصات والموسيقيون كانوا جزءًا من عالم اللهو، يُستدعون للترفيه، وأحيانًا تنشأ علاقات اجتماعية غير رسمية معهم.

مع منتصف القرن التاسع عشر، بدأ التحول مع إدخال الآلات الغربية وإنشاء المسارح والمقاهي الغنائية، وبلغ ذروته في القرن العشرين مع ظهور أسماء بارزة مثل سيد درويش وأم كلثوم في مصر، وعبد الوهاب الدكالي ونعيمة سميح في المغرب، وصباح فخري في الشام. هؤلاء الفنانون حولوا الفن من هامش المجتمع إلى مركز هويته الوطنية، وجعلوا منه رمزًا للهوية لا للعار.

 

مع ظهور الإذاعة والتلفزيون في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، أصبح الفنان مقبولًا اجتماعيًا على نطاق أوسع، وتغير مفهوم الشرف: من النسب القبلي إلى القبول الجماهيري. بعض الفنانين حصلوا على ألقاب اجتماعية وعسكرية وعلمية، مثل يوسف بك وهبي واللواء الدكتور محمد عبدالوهاب، مما يؤكد التحول الرمزي للفنان في المجتمع.

ومع بداية الألفية الجديدة ومنصات التواصل الاجتماعي، دخل المجتمع العربي مرحلة جديدة من سيولة الشرف. لم تعد القيم تقاس بصرامة الأخلاق التقليدية، بل بمدى الانتشار والتأثير الجماهيري. أصبح الجمهور هو “القبيلة الحديثة”، وقياس الشعبية صار رأس المال الرمزي الجديد، حتى بالنسبة لأولئك ذوي النسب الرفيع.

واختتم الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي مقاله بـ :الفنان العربي يعكس تحولات المجتمع نفسه: من بنية تقليدية قائمة على النسب والضبط الأخلاقي، إلى بنية حديثة تعتمد على الشهرة والصورة، حيث أصبح الجمهور هو المعيار الجديد للشرعية الاجتماعية.

تم نسخ الرابط