خائف على حياته بشكل مرضي.. لماذا يستخدم بوتين 3 مكاتب للخطابات الرسمية؟
أشارت تقارير إعلامية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل من ثلاثة مكاتب متطابقة في مختلف أنحاء روسيا لإخفاء موقعه الحقيقي، وخاصة منذ بداية الحرب مع أوكرانيا.
لماذا يستخدم بوتين 3 مكاتب للخطابات الرسمية؟
في دراسة نُشرت نتائجها هذا الشهر، بواسطة مؤسسة سيستيما الاستقصائية بالتعاون مع إذاعة أوروبا الحرة وإذاعة ليبرتي وإذاعة كارنت تايم، تم بناء مكاتب بوتين الملقبة بـ "الغرف البيج" بسبب تصميماتها الداخلية البسيطة المتطابقة، في نوفو أوجاريوفو بالقرب من موسكو، وفي سوتشي، وفي مقر إقامة فالداي الخاضع لحراسة مشددة.
جميع الغرف الثلاث تُحاكي نفس التصميم والأثاث وألواح الجدران، وحتى التفاصيل الزخرفية الصغيرة كمقابض الأبواب والمجلدات، ورغم أن تصريحات الكرملين الرسمية غالبًا ما تُنسب الاجتماعات إلى نوفو أوجاريوفو، فقد وجدت إذاعة سيستيما أن العديد منها سُجِّل في أماكن أخرى، وخاصةً في فالداي.
قام المحققون بتحليل سنوات من لقطات وسائل الإعلام التابعة للكرملين، ووثائق المشتريات، وبيانات السفر المسربة لتتبع مكان تواجد بوتين فعليًا.
تضمنت إحدى الطرق الرئيسية تحديد فروق طفيفة بين نسخ المكاتب، مثل ارتفاع مقابض الأبواب أو مواضع اللحامات في الجدران، باستخدام هذه الطريقة، خلصت سيستيما إلى أن 29 من أصل 30 ظهورًا عامًا لبوتين بين يناير وسبتمبر 2025 صُوّرت في نسخة فالداي، وليس في موسكو.
يُقال إن فالداي مُحاطة بـ 14 موقعًا للدفاع الجوي، منها 13 منظومة صواريخ بانتسير، مما يجعلها من أكثر المواقع الروسية تحصينًا. وأشار المحلل السياسي كونستانتين جازي إلى أن بوتين نقل عملياته إلى هناك لسهولة إخفاء البنية التحتية الأمنية في أعماق الغابة مقارنةً بالمناطق الحضرية مثل موسكو.
في معظم الحالات التي أثبتتها شركة سيستيما، فإن الاجتماعات التي كانت تُعقد ظاهريا في نوفو أوجاريوفو تم تصويرها في الواقع في سوتشي أو في فالداي، وهي بلدة على ضفاف بحيرة كان موقعها في الغابات هو المفضل لدى بوتين منذ أن شن الغزو الكامل لأوكرانيا، والذي أدى إلى هجمات بطائرات بدون طيار أوكرانية على أهداف عسكرية وصناعية في روسيا.
يشير التحقيق إلى كرملين شديد السرية دأب على تضليل الرأي العام بشأن موقع بوتين بشكل منتظم لعدة سنوات على الأقل. كما يُثير هذا تساؤلات حول توقيت الاجتماعات والمحادثات التي تنشرها إدارة بوتين.
كيف كُشف سر بوتين؟
من بين الأساليب الأخرى، توصلت شركة سيستيما إلى نتائجها بشأن المكاتب الثلاثة المتطابقة تقريبًا من خلال مراقبة نحو 700 مقطع فيديو نشرتها إدارة بوتين أو عرضتها على التلفزيون الحكومي، وفحص الصور المنشورة على موقع الكرملين على الإنترنت.
كما قام الصحفيون بتمشيط كميات كبيرة من المواد بما في ذلك منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وسجلات سفر مسربة تصف الخطط والرحلات الفعلية التي قام بها أشخاص على هامش حاشية بوتن، مثل أفراد الأمن والصحفيين التلفزيونيين الحكوميين الذين يغطونه.
في مكتب نوفو في أوجاريوفو، تم وضع مقبض الباب بالقرب من مكتب بوتين في مستوى أدنى قليلا من اللحام الذي يفصل بين ألواح الجدران على كلا الجانبين وهي حقيقة واضحة من لقطات وصور الغرفة، بما في ذلك صور من الشركة التي وضعت أرضية الباركيه، ولكن بينما يبدو المقبض الذي يمدّه بوتين يده عند مغادرته المكتب متشابهًا، إلا أنه أعلى قليلًا من خط التماس في الجدار - بفارق بضعة سنتيمترات، وهذا يعني أن المقابلة صُوّرت في سوتشي، وليس خارج موسكو.
خائف على حياته بشكل مرضي
شبه الأكاديمي الروسي وخبير الاستبداد كونستانتين جازي القلق المفرط لدى بوتين بشأن الأمن بسلوك الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقال: ""أعتقد أننا الآن [مع بوتن] أقرب إلى صدام حسين، سواء من حيث أماكن الإقامة السرية أو من حيث كيفية عمل النظام لحماية المعلومات حول مكان تواجد رئيس الدولة وعائلته"، وأضاف: "هذا يشبه إلى حد كبير الطريقة التي عاش بها الحسين".
وتابع الخبير الروسي أن بوتين “خائف على حياته بشكل مرضي”
