دبلوماسي سابق: نتنياهو فقد الدافع لاستكمال مراحل اتفاق غزة بعد تحقيق مكاسبه
قال السفير طارق عادل مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية الأسبق، إن الصعوبة الأساسية في إتمام الاتفاق الخاص بقطاع غزة ترتبط بطبيعة المراحل الثلاث التي يتضمنها الاتفاق، إذ تعتمد كل مرحلة على إتمام سابقتها، ما يجعل التقدم فيه مشروطا ومركبا.
الإفراج عن الرهائن
وأضاف عادل، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن المرحلة الأولى التي يجري العمل على تنفيذها حاليا جاءت بالكامل في مصلحة إسرائيل، إذ أنها تضمنت الإفراج عن الرهائن وإعادة رفات الذين قضوا أثناء الأحداث في غزة، وهي مطالب إسرائيلية تحققت بالكامل.
مكاسب لإسرائيل
وأردف أن حكومة بنيامين نتنياهو بعد تحقيق مكاسبها في المرحلة الأولى لم تعد تجد دافعا حقيقيا للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، موضحا أن المرحلة الثانية تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، لكن تتصل المرحلة الثالثة بعملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها أمور لا يرغب نتنياهو في تنفيذها حاليا لأنها لا تخدم أهدافه السياسية الداخلية.
العراقيل الإسرائيلية الحالية
وأشار السفير السابق إلى أن العراقيل الإسرائيلية الحالية ليست وليدة الصدفة، بل هي محاولة مقصودة من جانب حكومة الاحتلال لإجهاض الاتفاق عند نقطة تحقق مصالحها فقط.
واختتم هذا النهج يضعف فرص إتمام باقي المراحل ويزيد من معاناة الفلسطينيين في القطاع، لافتا إلى أن تعقيدات الوضع الراهن تتطلب تحركا دبلوماسيا فعالا من الوسطاء خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الطرف القادر على ممارسة الضغط السياسي اللازم على إسرائيل لدفعها إلى الالتزام بالاتفاق.
في سياق متصل، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أي لجنة تحقيق يتم تشكيله للنظر في أحداث السابع من أكتوبر يجب أن تكون متوازنة، ومستقلة، وتستمع إلى جميع الأطراف، وتحظى بثقة الجمهور، مشيرا إلى أن حكومته ستعمل على تشكيل لجنة تحقيق تمثل الأغلبية العظمى من الإسرائيليين.
وشدد نتنياهو خلال كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي اليوم الاثنين، على أن الهدف من اللجنة هو ضمان الشفافية واستخلاص الدروس من الأحداث، لافتا إلى أن الولايات المتحدة شكلت لجنة متوازنة بعد هجمات 11 سبتمبر، ويجب على إسرائيل أن تتبع النهج ذاته.



