القس أنطوني نبيه:الحياة هبة مقدسة من الله ويجب الحفاظ عليها بأقصى درجات المحبة
أكد القس أنطوني نبيه، الموفد من قداسة البابا تواضروس الثاني ممثلًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، أن هذا التجمع يعكس التعامل الاستراتيجي للدولة المصرية في إطار تقديس الحياة والعناية بها، مشيرًا إلى أن قدسية الحياة هي المحور الأول الذي ينبغي أن يقوم عليه أي عمل أو مبادرة تتعلق بالإنسان، باعتبارها الركيزة الإلهية الأساسية.
وأضاف القس أنطوني نبيه أن الحياة هبة مقدسة وعطية ثمينة من الله منحها لكل إنسان، ولذلك يجب علينا المحافظة عليها بأقصى درجات العناية والحرص لأن المحبة الإلهية تضفي على هذه الحياة قيمة إنسانية وعائلية رفيعة، تجعل من الحفاظ عليها واجبًا دينيًا وأخلاقيًا.
وأوضح القس أنطوني أن الوصية الإلهية "لا تقتل" مشيرًا إلى أن القيادة المتهورة أو الإهمال الذي يؤدي إلى موت الآخرين هو في حقيقته خرق غير مباشر لهذه الوصية، حتى وإن لم يكن هناك قصد مباشر للقتل، فإن الإهمال المتعمد الذي يتسبب في إزهاق روح إنسان يعد مخالفة واضحة لروح هذه الوصية المقدسة.
وأشار إلى أن المسؤولية الشخصية والاجتماعية هي ركيزة أخلاقية أساسية، تتطلب من كل فرد أن يتحلى بالحكمة والتدقيق والتعقل في سلوكه، مؤكدًا أن ذلك يشمل الالتزام بقوانين المرور، وتجنب التهور، والحرص على عدم إيذاء الآخرين. وشدد على أن الإهمال في القيادة أو عدم مراعاة سلامة الآخرين يمثل اقصيرًا في محبة القريب، وقد يؤدي إلى إيقاع الأذى به، في حين أن المحبة الحقيقية تقتضي أن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا.
وأضاف أن من المبادئ الجوهرية كذلك طاعة السلطان والقوانين المدنية، بما في ذلك قوانين المرور، إذ إن السلطات وُجدت — كما أوضح — بإرادة الله لحفظ النظام وتحقيق السلام المجتمعي، واحترامها واجب ديني وإنساني في آنٍ واحد.
واختتم القس أنطوني نبيه تصريحاته بالتأكيد على الدور الرعوي والتوعوي للكنيسة، مشيرًا إلى أن الكنيسة تشجع باستمرار على التوعية بالقيادة الآمنة والمسؤولة، وتدعو دائمًا إلى الصلاة من أجل سلامة المسافرين وحماية الجميع من الحوادث، في إطار رسالة إنسانية وروحية تعلي من شأن الحياة كقيمة مقدسة وهبة إلهية يجب صونها.