يسري عزام: المشاركة المجتمعية واجب ديني قبل أن تكون أخلاقيًا ووطنياً
قال الدكتور يسري عزام من علماء وزارة الأوقاف ، إن المشاركة المجتمعية تعد واجبا دينيا قبل أن تكون واجبا أخلاقيا أو وطنيا، موضحا أن الدفاع عن الوطن من صميم الدين، كما أن حب الوطن من صميم الإيمان, وأكد أن الشهادة في سبيل الدين أو الوطن لها منزلة عظيمة، مستشهدًا بما قاله العلماء حول الشهيد الذي يقتل دفاعا عن وطنه.
وأضاف الدكتور عزام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين أُخرج من مكة لم يخرج طوعا، بل أخرج كرهاً، وبين أن حبه لمكة وحرصه على أرضها يظهر في دعائه لله بأن يسكنه أحب البلاد إليه، مؤكداً أن النبي سلم أمره لله سبحانه وتعالى في كل شيء، فالأمر كله بيد الله.
المشاركة المجتمعية
وأشاريسري عزام إلى أن المشاركة المجتمعية بدأت منذ دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، حين بدأ ببناء المسجد بنفسه، ليقتدي به الناس، كما شارك الصحابة في البناء والغزوات، مثل غزوة الخندق، ليكونوا قدوة في الالتزام والعمل الصالح.
عمارة الأرض
وأكد الدكتور عزام أن كل شخص له تكليف من الله في هذا الكون، ويجب أن يسعى في عمارة الأرض وفق قدراته ووظيفته وأمانته، مشددًا على أن الإنسان مسؤول عن نفسه، ولا يتحمل وزر الآخرين، كما أن أثر عمل الفرد لا يُقاس دائمًا بالنتائج الملموسة على الفور، بل بالالتزام بالسبب الموكول إليه من الله.
وقال يسري عزام إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، مشيرًا إلى أن أداء الفرد لواجباته وقيام كل شخص بما أوكله الله إليه من مسؤوليات هو ما يُحسب عند الله، بغض النظر عن أعمال الآخرين.
وأكد الدكتور يسري عزام، على أهمية العمل المستمر والجد في الطاعة والإصلاح، فقال: "اعملوا فسار الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، داعيًا إلى التمسك بالعمل الصالح والقدوة الحسنة في المجتمع، فالعلم الحقيقي يهتف بالعمل، والعمل هو سبيل نيل رضا الله.



